فالكارثة عندما يظن الفأر يوما أنه يمكن أن يكون فيلا ، والمصيبة الكبرى ستقع على رأس الفأر لا محالة حين يمشي في الشارع منتفخا ظنا منه أنه (فيل) بالعافية كما أراد توفيق الدقن الذي يقوم بدوره في الواقع السياسي (توفيقون دقنيون) آخرون ، فتدهسه الأقدام التي لم تره لضآلة حجمه الحقيقي قياسا بغيره! أقول هذا وأنا أرى مجموعة من المراهقين سياسيا يجلسون على كراسي الحكم ، ويتحكمون في مصائر شعوب عربية ، ويظنون أن مراهقاتهم هذه يمكن أن يقيم الناس لها وزنا في يوم من الأيام ، فهذا السوري بشار (غير الأسد) الذي يتحفنا كل فترة بخطبة عصماء يظنها محاضرة في طب العيون التي تخصص فيها ، ثم يعود إلى قصره هاربا وخائفا من قيام الطائرات الإسرائيلية بشن غارات جديدة فوق قصره ، دون أن نرى أو نسمع رصاصة سورية طائشة يتم إطلاقها في الهواء. وهذا أمير قطر يتلعثم في قراءة الكلمة التي كتبوها له وقالوا له اقرأها ولا تخف ، فالعرب سيجعلون منك بطلا قوميا بعد هذه الكلمة التي ستعلن فيها أنك جمدت علاقاتك (العلنية) مع إسرائيل ، ولا مانع أبدا من الاستمرار في العلاقات (السرية) والزيارات (العائلية) التي تقوم بها أنت وعرابك جاسم بن حمد إلى تل أبيب. والغريب أن أحمدي نجاد الذي كان رئيسا لبلدية طهران ظن هو الآخر أن بإمكانه أن يحظى يوما بدور عربي من فوق جزيرة قطر الصغيرة جدا ، وبعد أن أخذت قدماه على سجاد الدوحة الوثير الذي يفترشه له سمو الأمير كلما قرر التآمر على مصر ، فذهب نجاد إلى (ربع القمة العربية) الذي انعقد في بلدة الدوحة وأخذ يهمز ويلمز على عدوه الأول مصر. أما المفارقة الكبرى ، أو إن شئت فقل الطامة الكبرى ، فكانت جلوس الأخ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في مقعد وثير في (ربع القمة) ، وإلقاءه خطبة عصماء لم تختلف كثيرا عن خطبه التليفزيونية التي يجيدها عبر قناة الجزيرة خصيصا هو وصديقه حسن نصرالله في جنوب لبنان..وكان من المفترض أن يأتي عادل إمام لينظر إلى مشعل شذرا ويقول جملته الشهيرة :(هو البيه مش معاكوا؟). ما هذه المأساة يا من تسمون قادة ؟ وما هذا القدر من التهريج السياسي الذي تمارسونه على الملأ ؟ ألم يعد لديكم أدني درجة من الحياء لتتوقفوا عن هذا الانحطاط والإسفاف السياسي لدرجة أصبحتم فيها أكثر إغراء من فتيات الفيديو كليب ؟ يا بعض الرؤساء ممن ابتلت بكم الأمة العربية في هذا العصر السىء ، ليتكم تدركون أن علبة كل منكم ليس فيها إلا فأر صغير ، ولن يكون الفأر فيلا أبدا مهما (انتفخ) أو (طال)!