سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الشباب السلفى يناور بالمشاركة فى 30 يونيو بعد منع «برهامى» من اعتلاء منابر «الأوقاف» نائب الدعوة السلفية: النظام الحاكم يصدّر الجهلاء ويجعل منهم صناعاً للقرار والفتاوى التى تتناسب مع قراراته
سادت حالة من التذمر بين شباب التيارات السلفية فى الإسكندرية، بعد قرار وزارة الأوقاف منع الشيخ ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، من اعتلاء المساجد التابعة لها، ما اعتبروه صداً عن الدعوة لله ومحاربة صريحة للسلفيين ومحاولة لإقصائهم من المشهد بشكل تام، معاقبة لهم على عدم التبعية لجماعة الإخوان المسلمين وحزبها السياسى الحرية والعدالة فى المواقف والسياسات بشكل مطلق. وقال أحمد فكرى، المسئول الإعلامى للدعوة السلفية بالإسكندرية: إن مجلس إدارة الدعوة لم يتخذ قراراً نهائياً فى هذا الشأن حتى الآن، لكنه يدرس كيفية الرد بشكل مناسب، بينما أكد محمد حبيب، المسئول الإعلامى لحزب النور، الذراع السياسية للدعوة، أن الرد سيكون سريعاً ومناسباً لحجم الحدث. وعلمت «الوطن»، من مصادر داخل الدعوة السلفية، أن مجموعات كبيرة من شباب الدعوة يضغطون على قياداتهم لاتخاذ قرار بعدم الانصياع إلى قرار وزير الأوقاف بمنع برهامى. واستنكر الشباب السلفى التحجج بعدم حصول الشيخ برهامى على تصريح من الوزارة، فى الوقت الذى لم تُصدر فيه قراراً بمنع الشيخ أحمد المحلاوى من الخطابة فى مسجد القائد إبراهيم. كان عدد من مسئولى المناطق بالدعوة قد اجتمعوا بالشيخ عبدالمنعم الشحات، المتحدث باسم الدعوة، فى وقت متأخر من مساء الخميس، فى لقاء امتد حتى صلاة الفجر، لمحاولة إقناعه بالتهديد بالمشاركة فى تظاهرات 30 يونيو، إلا أنه رفض استخدام تلك الورقة، مؤكداً أنها خطيرة وتسهم فى إرباك المشهد السياسى بشدة. وأضاف «الشحات»، فى اللقاء المغلق، أن الخطوات الإخوانية تحتاج إلى ردود رادعة لكن بشكل متعقل لمراعاة الوضع الحساس الذى تعانيه البلاد. وقال الشيخ ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية بالإسكندرية: إن النظام الحاكم يصدر الجهلاء ويجعل منهم صناعا للقرار، ويجعل من أهل العلم تابعين ومبررين لمواقفه من الدين والكتاب والسنة، وصنع فتاوى تتناسب مع قراراته بالاستعانة بآيات الله على عباده. واعتبر «برهامى»، خلال لقائه أهالى منطقة الكيلو 21 أقصى غرب الإسكندرية مساء أمس الخميس، أن هذا ليس له علاقة بالدين فى شىء، وليس مقبولا أن يجرَّأ الناس على سفك الدماء ويستهين بذلك بحجة إقامة شرع الله. وطالب القيادى السلفى الأبرز الجميع بمعرفة الكتاب والسنة قبل أن يدعوا إلى تحكيمه، نافياً أى مشاركة أو تحريض على مقتل القيادى الشيعى حسن شحاتة. من جانبه، كشف الشيخ جمال الزمرانى، وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، عن أن قرار «الأوقاف» بمنع الشيخ ياسر برهامى من أجل تصريحاته الأخيرة غير الصحيحة التى أدلى بها حول محاولة «الأوقاف» منعه من اعتلاء المنابر بسبب توقيعه على استمارة «تمرد» بالمسجد. وقال «الزمرانى»: إن هذا القرار جاء بعد خطابات تمت مع وزارة الأوقاف، والتأكد من عدم حصول الشيخ ياسر برهامى على تصريح رسمى يسمح له باعتلاء منابر الأوقاف، فضلاً عن خطبه السياسية غير المسموح بها على المنابر. وأضاف: «لو لم أمنعه من اعتلاء منابر مساجد الأوقاف ستصبح الدنيا (هرجلة) وسيباح للجميع اعتلاؤها دون الرجوع إلى الوزارة»، قائلا: «لم يطبق هذا القرار على (برهامى) فقط، لكننى لن أسمح لا لإخوانى أو سلفى أن يعتلى منابر مساجدنا إلا بعد الحصول على تصريح رسمى من قبل الوزارة حتى لو كان المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين». فى نفس السياق، قال الشيخ خالد فياض، مدير عام الدعوة الإسلامية: إن وزارة الأوقاف لا تمنع التعاون مع العاملين فى الحقل الإسلامى، لكن مساجد الأوقاف لها خصوصية تتطلب معرفة الإدارة بمن يعتلى المنبر، أو يلقى الدروس فيه، مؤكدا أن الوزارة لا تتأخر فى إعطاء تصريح للدعاة. وأضاف «فياض»: «لا بد أن يلتزم العاملون بالحقل الإسلامى بالآداب والضوابط العامة التى يلتزم بها أى واحد من أئمة الأوقاف». وأشار إلى أن الوزارة لم تصرح ل«برهامى» أو تمنعه، لأنه لم يتقدم بطلب رسمى للحصول على اعتلاء منبر مسجد «حاتم».