كشف مصدر أمني بارز في لبنان، اليوم، التكتيك التي اتبعه أنصار الشيخ أحمد الأسير خلال الاشتباكات التي دارت بينهم وبين الجيش اللبناني في مدينة صيدا، جنوب لبنان، مطلع الأسبوع الجاري. وأضاف المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته كونه غير مخول للحديث لوسائل الإعلام، أن "أفراد الجماعات السنية، بزعامة الأسير (الذي يعد أحد أبرز مناصري الثورة السورية في لبنان)، تحصنوا تحت الأرض فيما يشبه الأنفاق خلال قتالهم ضد الجيش اللبناني". وأوضح المصدر، أن جماعة الأسير "استغلوا وجود ملاجئ عائدة لعدة مباني سكنية متلاصقة، وأقدموا على فتح ممرات داخلية بينها، بحيث أصبحت الملاجئ مفتوحة على بعضها البعض بما يشبه الأنفاق، وبات الانتقال من مبنى إلى آخر من تحت الأرض سهلا، وهو ما مكّن المسلحين من اعتلاء عدد من المباني والتحصن فيها وإطلاق النار من داخلها". واندلعت الاشتباكات يوم الأحد الماضي على خلفية توقيف الجيش لأحد أنصار الشيخ الأسير وهو الشيخ عاصم العارفي، بعد العثور على سلاح داخل سيارته، ما دفع عناصر الشيخ الأسير إلى التدخل، في محاولة للإفراج عن العارفي بالقوة، وتبادل الجانبان إطلاق النار. وأسفرت الاشتباكات عن مقتل 15 من عناصر الجيش اللبناني وجرح أكثر من 100 آخرين، فيما لا تزال الخسائر في صفوف أنصار الأسير غير معروفة. وأعلنت مصادر أمنية لبنانية، أمس، بدء تحقيقاتها مع 40 موقوفا من جماعة الأسير، بغية تحديد مكانه، وهوية من أعطى الأمر بإطلاق النار على عناصر الجيش اللبناني الذين كانوا متواجدين على الحاجز الأمني في بلدة "عبرا". وبحسب المصدر الأمني اللبناني ذاته، تأخذ التحقيقات ثلاث مسارات؛ منها: استجواب المعتقلين من أنصار الأسير، ونوع الأسلحة التي استخدموها في المعركة، وكذلك عمليات المسح للمربع الأمني الذي كانوا يتحصنون بها. وأصدر المدعي العام العسكري القاضي صقر صقر، أمس، مذكرات توقيف في حق الشيخ الأسير و123 من أنصاره، بينهم شقيقه والمطرب اللبناني المعتزل فضل شاكر. يأتي ذلك فيما تضاربت الأنباء حول الجهة التي لجأ إليها الشيخ الأسير بعد بسط الجيش اللبناني سيطرته أماكن الاشتباكات بصيدا، ففي حين أعلن بسام الدادا السياسي السوري المعارض يوم الاثنين الماضي "أن الشيخ اللبناني أحمد الأسير أصبح الآن داخل سوريا، وفي حماية الجيش الحر"، أكدت هيئة أركان الجيش السوري الحر أمس أن الشيخ الأسير ليس في عهدتها ولا علم لها بمكان وجوده، معتبرة أن الدادا غير مخول بالحديث عن الجيش الحر ولا يمثل إلا نفسه، وذلك حسبما قال المنسق السياسي والإعلامي في الهيئة لؤي المقداد.