سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خبير: "شرعية صندوق الانتخابات" في تركيا لم تحمِ النظام من التظاهر ضده عبدالقادر خليل: الإخوان لا يستطيعون اللجوء إلى انتخابات مبكرة لأن شعبيتهم متراجعة
شهدت الأسابيع الماضية احتجاجات ميدان "تقسيم" في تركيا التي واجهتها الشرطة التركية بعنف وقوة مفرطين في مشهد غير معتاد لهذا البلد الذي دوما ما يوصف بأنه نموذج لمفهوم الإسلام الحضاري. يقول محمد عبدالقادر خليل، الخبير في الشؤون التركية بمركز الأهرام للدراسات السياسية، إن "صندوق الانتخابات في تركيا لم يحمِ النخبة الحاكمة من التظاهر ضدها والانقلاب عليها، ولكن من المفترض أن ما يحميها هو القدرة على تحقيق رضاء شعبي يوفر لها درجة عالية من المشروعية بجانب الشرعية التي حصلت عليها من الصندوق، أما في مصر فالنظام لا يعترف إلا بشرعية الصندوق فقط، ويعتقد أن الصندوق يعطيه تفويضا لمدة أربع سنوات، وهذا الأمر يُعرف بالديمقراطية التمثيلية والتي تكون عكسها الديمقراطية التشاركية التي تقوم على إشراك الشعب من خلال الاستجابة إلى مطالبهم وهو ما يعبر عنه الشباب المصري". وأضاف خليل، في اتصاله مع "الوطن"، أن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، برئاسة رجب طيب أردوغان، هو الحزب الوحيد الذي استطاع تشكيل حكومة بمفرده ثلاث مرات متتالية وذلك بفضل أدائه الاقتصادي، وهو الأمر الذي تسبب في إحداث نوع من الغرور الذاتي عند أردوغان، ونوع من السلطة الأبوية ذات المسحة الاستبدادية، مضيفا أن الحزب الحاكم عندما يحقق انتصارا في الانتخابات يتصور له أن الشعب أعطاه إذنا ليفعل ما يريد، أما في مصر فالوضع مختلف فمرسي لم يصب بالغرور وإنما هو يفتقد للخبرة السياسية مثل التي عند أردوغان، فالأخير عند وصوله للحكم اهتم بالملف الاقتصادي من خلال حل المشكلات الاقتصادية البحتة، في حين أن مرسي منذ وصوله للحكم لم يسعَ إلى اكتساب ثقة الناس من خلال القضايا التوافقية مثل الملف الاقتصادي، وإنما تطرق للأمور التي هي محل خلاف. ولخص الخبير في الشؤون التركية التجربة التركية في العلاقة بين الصندوق والثورة قائلا: "إن التاريخ التركي كان دائما ممتلئا بالأزمات السياسية والاقتصادية والثقافية، وتلك الأزمات كانت تترجم في صوة مظاهرات واحتجاجات دائمة في الشوارع، ولكن حتى لا تتطور هذه الاحتجاجات إلى ثورة، جرت العادة إلى الدعوة لانتخابات مبكرة أو أن يتدخل الجيش عندما يتعلق الأمر بقضية تمس الهوية العلمانية للدولة التركية"، أما في مصر فاستبعد اللجوء لمثل هذا السيناريو إطلاقا لأن الانتخابات المبكرة ستجعل الإخوان خاسرين نظرا لانخفاض شعبيتهم، في حين أن أردوغان متأكد من نجاحه في الانتخابات إذا لجأ إليها نظرا لشعبيته العالية حتى في وقت الأزمة الأخيرة.