قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، إن العنف ليس مؤشرا على النصر، فالعنف يبتلع صاحبه ويهمشه وأولئك الذين يلجؤون للعنف ينتهي بهم المطاف في الجهة الخاسرة. وأضاف، في خطاب لكتلة حزبه "العدالة والتنمية" البرلمانية، أمس، أن "هذه الأمة لن تقبل هذه الحملات بعد أن رأت بعينيها هدفها الحقيقي بل ستقف مع الحق والحقيقة"، مشيرا إلى أن منتزه "جيزي بارك" ليس مملوكا لمجموعة قليلة من الناس، ولكن للأمة كلها. وأوضح أردوغان أن المحتجين لم يتمكنوا من حشد التأييد لهم بالداخل فبدأوا في السعي وراء التأييد الخارجي، مضيفا أن الاحتجاجات في تركيا والبرازيل تدار من نفس المنبع. وأكد رئيس الوزراء: "أمتنا تراقب هذه الاحتجاجات بقدر عالٍ من الصبر ولكنها استوعبت ماهية هذه الاحتجاجات". وتطرق أردوغان إلى الطائفة العلوية في تركيا، فقال: "لقد أصدرت توجيهاتي لنائبي باستئناف المشروعات التي تخدم الطائفة وأريد من المواطنين العلويين أن يتيقظوا لهذه المؤامرات التي تحاك للوقيعة بين أبناء الوطن وألا ينخدعوا بهؤلاء"، مؤكدا أن الكثير من صغار السن تم التلاعب بعقولهم ولكنهم في الحقيقة لم يكونوا إلا مجموعة من الدمى تحركها أصابع أخرى. وذكر أردوغان أن الغرض الرئيس لاحتجاجات "جيزي بارك" هو إعاقة نمو تركيا واقتصادها. من ناحية أخرى، قررت الحكومة التركية، تقديم شرح موسع لكافة أبعاد أحداث حديقة "جيزي بارك" بإسطنبول، لدول الاتحاد الأوروبي، حيث قدمت وزارة شؤون الاتحاد الأوروبي دعوة لكافة سفراء الدول الأعضاء بالاتحاد للحضور إلى مقر الوزارة. وذكرت قناة "إن.تي.في" الإخبارية التركية، أمس، أن وزير شؤون الاتحاد الأوروبي أغمن باغش، سيترأس الاجتماع الذي يشارك فيه مدير الأمن العام وممثلون دبلوماسيون من رئاسة الوزراء والخارجية التركية. ومن المقرر أن يعرض باغش لسفراء دول الاتحاد الأوروبي تفاصيل الأحداث، ويؤكد أن هدفها ليس الاعتراض على قطع أشجار متنزه "جيزي بارك"، وإنما لإثارة أعمال الفوضى والاضطرابات في البلاد والإطاحة بحكومة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، كما سيقدم لهم أدلة على تورط بعض القوى الخارجية في الأحداث التي أضرت بسمعة تركيا في الأوساط الدولية.