قال الأديب جمال الغيطانى إن مصر تعيش لحظة فارقة بين مستقبل مخيف وماض مروع متمثل فى جماعة الإخوان المسلمين التى أقسم الرئيس الجديد محمد مرسى لها بالأمر والطاعة، مؤكداً عدم تصديقه لتصريحات المرشد العام بإنهاء علاقة مرسى وحل بيعته للجماعة. وأوضح أن جميع المؤشرات تؤكد رفض الإخوان للآراء والأفكار المختلفة مع مرجعيتها، وقال إن هذه هى المرة الأولى التى ينتخب فيها رئيساً «غامضاً» لمصر على حد وصفه، موضحاً أن كل الرؤساء الذين مروا على مصر معروف بدايتهم ونهايتهم، كما أن مرسى له أبناء يحملون الجنسية الأمريكية وهو ما يشكل عوارا فى القانون الذى انتخب على أساسه، داعيا أبناء الرئيس الجديد للتخلى عن جنسيتهم الأمريكية. مؤكدا أن «مصر طوال تاريخها لم يحكمها سوى مصريين إلا فى فترات الاستعمار القليلة، وحتى المماليك جاءوا إلى مصر صبية وتربوا على أرضها». وتعقيباً على خطاب مرسى الأول الذى ألقاه بعد إعلان فوزه، قال الغيطانى: «إن مرسى يبدو فى خطابه رجلاً طيباً بسيطاً ولغته دارجة، لكن غاب عن الخطاب الناحية الثقافية فهو لم يتحدث عن مصر الحضارية والثقافية التى يجب أن نفتخر بها جميعاً، مشيراً إلى أن المشكلة تتمثل فى منهج الإخوان الذى لا يعترف بفكرة الوطن وأن الأسبقية للأخ المسلم أيا كان موطنه، مؤكداً أن هناك مخاطر مستقبلية واضحة على حرية الفكر والإبداع. وفيما يتعلق باحتفالات التحرير، أشار الكاتب الكبير إلى أن المشهد لا يمت بصلة للثورة المصرية وأن من خرجوا خلال يناير للمطالبة بالحرية والعدالة الاجتماعية لم يكونوا موجودين بالميدان. وأكد الغيطانى أن على الشعب المصرى أن يدفع ثمن أخطائه بانتخاب مرسى، مؤكدا أن تأسيس جماعة الإخوان المسلمين كان من البداية ضد الدولة الحديثة. مشيراً إلى أن الأمل فى تغير المفاهيم الموجودة سواء عند الدكتور مرسى أو الجماعة نفسها. وتمنى الغيطانى أن تمر هذه المرحلة دون وقوع أزمات، مشيرا إلى أن مصر بعد إعلان النتيجة دخلت فى منعطف خطير لن يجعلها ترى نهضة حقيقية -حسب رأيه- مطالبا جميع المصريين والمثقفين بالانتباه للخطوات المقبلة والوقوف ضد أسلمة الحكم.