كان عدد «المؤمنين» بمليونية رابعة العدوية كبيراً، احتشد عشرات الألوف من أبناء قافلة الإيمان الذين حملتهم الأتوبيسات من محافظات مصر المختلفة، وتجمعوا كلهم فوق صعيد «رابعة العدوية»، وأحذر من يزعمون أن جهات وزارية تابعة لحكومة «قنديل» السَّنية قد لعبت دوراً فى توفير المعونات «اللوجيستية» لهذا الحشد الكبير، من يردد ذلك يحاول أن ينال من العصبة المؤمنة، لكنه لن يستطيع، لن يتمكن أحد من «الفتّ» فى عضدها، وليس عليك إلا أن تسترجع ما ردده أمراء الجهاد الذى اعتلوا منصة مليونية «رابعة» حتى تتأكد. تذكّر ما قاله الجنرالات: عاصم عبدالماجد، وطارق الزمر، وصفوت حجازى، ومحمد البلتاجى، لقد شددوا على أنهم سوف يقفون يداً واحدة فى الحرب على الثوار (يعنى: الكفار) الذين يتمردون على «مرسى» ويريدون أن يشركوا معه أحداً فى ملكه، أو يشركوا به أحداً بالدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة، يكون رأسه برأس أمير المؤمنين!. لعلك تكون قد «اطمنت» على مستقبل بلدك الذى تقوده تلك العصبة المؤمنة التى يقودها أمراء الحرب الذين أثق فى أنك حفظت أسماءهم و«سحنهم». تلك «الوشوش» و«السحن» التى تؤكد نظراتها النارية التى تحرق الكافرين، وحناجرها الهادرة التى تهز عروش المشركين، أن مصر المحروسة فى طريقها إلى أن تصبح أفغانستان جديدة، تلك الدولة الرائدة التى حكمها أمير المؤمنين «الملا عمر»، كما كان يردد أسامة بن لادن زعيم «القاعدة»، وانتهى حكمها «الطالبانى» الرشيد على يد الكفار، مصر سوف تصبح -على يد أمراء الحرب- طالبانية التوجه.. فأبشروا. لست أخشى على العصبة المؤمنة وأمرائها جبهة الإنقاذ، ولا حركة تمرد، ولا الأحزاب العلمانية، ولا القوى الثورية، فأنا مطمئن إلى أنها قادرة على مواجهة هؤلاء، لكن المشكلة الأكبر التى سوف تواجهها ترتبط بجموع المصريين الذين أصابهم «القرف» من حكم «مرسى»، ويسعون لإسقاطه فى 30 يونيو الجارى. ولعل أفراد العصبة المؤمنة وأمراءها يعلمون أكثر منى أن المؤمنين فى كل زمان ومكان قلة، أما الكفار -جاحدو النعمة- فالعدد فى الليمون، ومشكلة هؤلاء لا تكمن فقط فى أعدادهم الكبيرة التى تتفوق بكثير على أعداد المؤمنين الذين ظهروا فى ميدان رابعة العدوية، بل ترتبط أيضاً بأنهم «مقاطيع»، لا يجدون أية غضاضة فى الاعتصام والمبيت فى الشوارع والميادين، لأنهم ليسوا موظفين كالمؤمنين وأمرائهم الذين يفضون مليونياتهم بعد صلاة المغرب أو العشاء، ويستحيل أن يبيتوا فى الشوارع لسببين: أولهما أنهم «مش شوارعية» أصلاً، وثانياً لأن وراءهم «أشغال» و«أعمال»، وأقصد طبعاً بتلك الأشغال والأعمال القيام بمهمتهم المقدسة فى الحياة بمحاربة الكفار الذين يهلكون الحرث والنسل.. تلك هى المشكلة الأساسية التى تواجه العصبة المؤمنة: كثرة عدد الثائرين -أقصد الكافرين المقطوعين- بالنظام الطالبانى الرشيد!.