بروفايل| مظهر أبو النجا.. "موظف" أضحك "الزعيم"

كان الموظف العشريني في شركة "كابو" للنسيج بالإسكندرية، على موعد مع قرار سيغير حياته رأسًا على عقب، وينقله من مجرد موظف يعيش حياة رتيبة، إلى أحد أشهر الممثلين الكوميديين في تاريخ مصر، معتمدًا في ذلك على موهبته التي لم تخذله طوال مسيرته الفنية، وبملامح بسيطة لكنها غير مألوفة لشاشة السينما أو المسرح، لتشكل تحديًا استطاع أن يتغلب عليه.
أكثر من أربعين عامًا مرت، على مظهر أبو النجا، عندما ظهر على الشاشة الصغيرة، ليردد كلمته التي صارت "لازمة" عرف بها، وهي "يا حلاوة" خلال فيلم "شياطين للأبد"، مع الفنان عادل إمام وناهد شريف وصفاء أبوالسعود، يروي تفاصيل تلك اللازمة، عندما خيَّره المخرج محمود فريد بين عدة "لازمات" منها "يا خرابي، أو يا لهوي أو يا حلاوة"، فاختار "يا حلاوة"، ثم فوجئ بأن الجميع يطالبه بقولها في جميع الأفلام التي شارك بها.
"يكفيني فخرا أنني الوحيد في مصر الذي يستطيع إضحاك عادل إمام"، بتلك الكلمات رأى أبوالنجا في نفسه أنه كوميدياني مميز، يتحدث في حوار سابق، بفخر: "كنت بصبحة زوجتي متجهًا إلى المسرح لمشاهدة مسرحية (بودي جارد)، بناء على طلب من الزعيم عادل إمام، ثم أرسل لي يدعوني لحجرته بعد المسرحية.. جلست معه وكانت معنا زوجتي وفوجئت به يضحك معي ويقلدني ويقول: (يا حلاوة)، وعندما هممنا بالانصراف قال لي (يا مظهر أنا عاوز أضحك مفيش حد بيضحكني)".
في مركز شربين بمحافظة الدقهلية، وُلد مظهر أبو النجا، في 21 أغسطس عام 194، بدأ حياته بعد التخرج موظفا في شركة "كابو" للنسيج بالإسكندرية، ثم اتجه إلى المسرح، وقدم عددًا من المسرحيات التي أنتجها ولعب بطولتها محمد نجم ومن بين مسرحياته "موزة وتلات سكاكين" و"زوج في المصيدة"، وانتقل عام 1971 إلى مسرح الريحاني وقدم كممثل "باي باي" و"الملاك الأزرق" و"الإخوة الأندال".
العديد من الأفلام شارك فيها أيضًا، أبرزها "هالو كايرو"، "لا مؤاخذة يا دعبس"، و"المشاغبون في البحرية"، و"المخطوفة"، و"الغني والفقير" و"إحنا بتوع الإسعاف" و"فقراء لا يدخلون الجنة".
وتوفي أبو النجا، صباح اليوم الإثنين، عن عمر ناهز 76 عاما، داخل أحد مستشفيات المهندسين، بعد فترة صراع مع المرض وتدهور حالته الصحية.