دخلت الانتفاضة السودانية المطالبة بسقوط نظام البشير أسبوعها الثانى فى ظل قمع أمنى واعتقالات واسعة فى صفوف النشطاء وقادة المعارضة، فيما توقع الأحزاب السودانية على وثيقة «النظام البديل» غدا. وقال نشطاء وطلاب فى جامعة الخرطوم (رفضوا ذكر أسمائهم خوفاً من قمع النظام) ل«الوطن»: «اندلعت مظاهرة حاشدة فى حرم جامعة الخرطوم أمس وحاولت الخروج إلى شارع الجامعة إلا أن الأمن واجهها بعنف كبير وأطلق الرصاص المطاطى والغاز المسيل للدموع مما أسفر عن إصابات كثيرة، خاصة بين الطالبات، ونجحوا فى تفريق المظاهرة». وأضافوا: «الطلبة يحاولون التجمع بين الحين والآخر ويرشقون الأمن بالحجارة ويرد الأمن بحملة اعتقالات فى صفوف الطلبة ووابل من الغاز المسيل للدموع». وتابع النشطاء: «الانتفاضة السودانية تصر على خلع نظام البشير ولن يقصم صفوفها أى تنازلات منه، ننسق مع أحزاب المعارضة». وترفع الانتفاضة السودانية التى دخلت أسبوعها الثانى شعارات رئيسية هى «حرية.. سلام.. عدالة»، فى تعبير واضح عن توق السودانيين للسلام وكفرهم بالحروب ورغبتهم فى الحرية والعدالة، كذلك «الشعب يريد إسقاط النظام»، و«يا بلادى ثورى ثورى ضد حكم الديكتاتورى». وأكدت القيادية فى حزب الأمة المعارض مريم المهدى وجود مظاهرة حاشدة فى جامعة الخرطوم صباح أمس قائله: «مررت من أمام جامعة الخرطوم وشاهدت التعامل الأمنى الوحشى مع تظاهرة حاشدة نظمها الطلبة». وتابعت المهدى فى تصريحات للوطن عبر الهاتف: «النظام عاجز عن استيعاب فشله وأن تلك الانتفاضة ضد سياساته وتطالبه بالرحيل، ويلقى باللوم على الأجندات الخارجية والأصابع الخفية التى تحرك مجموعات من المرتزقة ضده، وفى المقابل يشن حملة اعتقالات فى صفوف النشطاء ورموز المعارضة». وأضافت: «سيوقع رؤساء الأحزاب على وثيقة النظام البديل غداً وهى دليل على تجاوزنا لهذا النظام الفاشل الذى مزق السودان وفشل فى الحفاظ على وحدته وكرامة مواطنيه وتخطيطنا للنظام البديل، لا بد من إنقاذ السودان، نظام البشير فاشل ولا بد من تغيير جذرى وشامل». ورداً على سؤال حول سبيل التخلص من نظام البشير، قالت مريم المهدى: «السودان يعانى استقطاباً سياسياً وإثنياً واجتماعياً وعسكرياً ولا بديل عن التغيير السلمى وكفانا عنفاً». وقال رئيس المركز السودانى لحقوق الإنسان محمود شعرانى للوطن: «التعامل الأمنى القاسى مع المظاهرات غير عقلانى وسيخلق مزيداً من العنف، فالعنف لا يولد إلا عنفا، بل إنه يعطى زخماً أكبر للتظاهرات ويزيد الأعداد المشاركة فيها، المظاهرات دشنها الطلبة ونتيجة لقمعها انضم إليها جماهير من خارج الوسط الطلابى».