خرجت مظاهرات مجدداً فى السودان لليوم الثامن على التوالى تطالب بإسقاط البشير، وردد المشاركون هتافات «يسقط يسقط حكم العسكر» بعد يوم دامٍ من أعمال العنف فى الخرطوم وعدة مدن أخرى فى البلاد. وقال شهود عيان «ردد نحو 200 متظاهر فى سوق فى قضارف هتافات تطالب بإسقاط النظام، حيث تجمعوا للتنديد بارتفاع الأسعار الغذائية والإجراءات التقشفية التى أعلنها البشير منذ أيام قليلة، وهتفوا «لن نحكم بنظام ديكتاتورى» قبل أن تفرقهم الشرطة بالهراوات». ووقعت اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الشرطة أمس فى جنوبالخرطوم، حيث تم إحراق إطارات وحصل رشق بالحجارة وتم إطلاق الغاز المسيل للدموع. وقال الطالب بجامعة الخرطوم محمد لطفى، الذى شارك فى التظاهرات، ل«الوطن»: «الربيع السودانى سينجح فى الإطاحة بالبشير»، مؤكداً أن «الثورة السودانية بدأت ولن تنتهى إلا بإسقاط الديكتاتور». وأكد أن 30 يونيو هو موعد اتفق عليه الناشطون على «فيس بوك» للتجمع بأعداد هائلة لإسقاط النظام الذى يحاول بشتى الطرق الآن قمع الثورة بالاعتقالات بين صفوف الشباب والأحزاب. وقال موقع «الجزيرة نت» أمس، إن السلطات السودانية اعتقلت عدداً من قيادات الحزب العربى الناصرى السودانى، وحزب البعث العربى السودانى، وحزب المؤتمر السودانى المعارض. وجرت مواجهات مماثلة أمس الأول فى العديد من أحياء العاصمة ومدن أخرى فى البلاد، مما شكل أكبر حركة تعبئة منذ بدء حركة الاحتجاج التى أطلقها طلاب فى الخرطوم فى 16 يونيو. وفى كل مرة تستخدم الشرطة القوة لتفريق المتظاهرين بأسرع وقت ممكن. وهذه الحركة ترمز إلى «الرفض الواسع لسياسات الاضطهاد التى يقوم بها النظام وفشله فى حكم هذا البلد» كما أعلنت حركة الشبان الناشطين «التغيير الآن للسودان» فى بيان. وأضاف البيان «على الحكومة أن تسحب فوراً إجراءات التقشف التى اعتمدتها والتى تدل على عدم توازن فى النفقات لأنها تواصل إعطاء الأولوية للدفاع والأمن على حساب الخدمات الاجتماعية». وتنظم التظاهرات احتجاجاً على التضخم الذى بلغت نسبته 30 بالمائة فى مايو حسب الأرقام الرسمية ويمكن أن ترتفع مع خطة التقشف التى أعلنتها الحكومة الأربعاء الماضى وخصوصاً إلغاء الدعم عن المحروقات الذى أدى إلى رفع أسعار الوقود بنسبة 50%.