اشتعلت المواجهات العنيفة أمس فى إسطنبول بين قوات الأمن التركية والمتظاهرين ضد حكومة «أردوغان»، بعد أن اقتحمت قوات مكافحة الشغب ميدان «تقسيم» بالرصاص المطاطى وقنابل الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه، وأجبرت المتظاهرين على التراجع إلى حديقة جيزى، وأوقعت إصابتين، قبل أن يرد المتظاهرون بقنابل المولوتوف والألعاب النارية وإشعال النار فى الشوارع، وهم يهتفون: «كل مكان هو تقسيم» و«كل مكان فيه مقاومة». وقال متظاهرون إن الشرطة استخدمت ضدهم الرصاص المطاطى وإن عناصر من الشرطة السرية اندست بينهم واستخدمت المولوتوف لتشويه صورتهم. وتجمعت قوات الشرطة على أطراف المنتزه، بنية إزالة خيام المعتصمين واللافتات، وقالت صحيفة «حرييت»: إن الشرطة حاولت اقتحام المنتزه لكنها فشلت. وأطلقت الشرطة نداءً عبر مكبرات الصوت أعلنت فيه أنها لا تنوى مواجهة المحتجين وأن غايتها إزالة اللافتات حول تمثال أتاتورك والمركز الثقافى. من جهته، اتهم رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان المتظاهرين بتدنيس المسجد الكبير فى ميدان «تقسيم» وتعاطى الخمور داخله. وأضاف، فى اجتماع مع نواب حزبه، أن الحكومة لن تبدى أى تسامح بعد الآن، رغم موافقته على الاجتماع بزعماء الحركة الاحتجاجية اليوم. وقال «أردوغان»: أرجو من كل النشطاء رؤية الحقيقة الكبيرة وفهم المؤامرة والانسحاب من الشوارع، مضيفا أن عددا من الإرهابيين والمتطرفين مندسون بين المتظاهرين، لا يأبهون بقضية الدفاع عن البيئة، وهدفهم إثارة الفوضى وأعمال الشغب. واتهم عدد من نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم المخابرات التركية بالفشل وإيقاع الحكومة فى مأزق، بعدم تحذيرها مسبقا من المظاهرات، فيما طالب الجهاز بالحصول على صلاحيات الشرطة للقيام بعمليات المداهمة والاقتحام. واستعد البنك المركزى التركى لاتخاذ إجراءات للحفاظ على قيمة الليرة التركية، التى تراجعت فى مواجهة الدولار. وأعلن فى بيان أنه باع 50 مليون دولار فى مزاد التداول اليومى للعملات الأجنبية لدعم الليرة.