وقع الاتحاد الأوروبى لكرة القدم (ويفا)، تحت ضغوط من قبل البرلمان الأوروبى، للتحقيق فى مزاعم فساد ضخمة خلال استعدادات أوكرانيا ليورو 2012، حيث ظهر عدد من التقارير التى تشير إلى سرقة حوالى 5٫2 مليار إسترلينى من أموال الدولة المخصصة لهذه البطولة من قبل المسئولين. وقالت ريبيكا هارمز -زعيمة حركة الخضر فى البرلمان الأوروبى- أن على (ويفا) التحقيق فى جميع المشاريع التى قامت بها اللجنة المشرفة على بطولة يورو 2012 بداية من عام 2010، حيث أكدت أن اللجنة لم تراع شرط الشفافية بإقامة مناقصات علنية يتم من خلالها تحديد الشركات القائمة بأعمال البناء والتحضير للبطولة، وبدلاً من ذلك أسندت عقود بناء الملاعب والطرق ومشاريع البنية التحتية الأخرى لعدد من الشركات الوهمية، التى تمتلك مقرات خارج البلاد. وأضافت أنها متأكدة من أن هذه الشركات تتبع بشكل مباشر أو غير مباشر، مسئولين حكوميين فى أوكرانيا. وقال أحد أعضاء البرلمان الأوروبى الذى زار مدينة خاركوف، الأسبوع الماضى فى تصريحات لصحيفة الجارديان البريطانية: «طالبنا الاتحاد الأوروبى لكرة القدم ببحث الأمر والتحرى عن مدى صحة الاتهامات التى تقدمت بها المعارضة الأوكرانية، لن ندع الأمر يمر». وكانت أوكرانيا قد جددت أربعة ملاعب كبرى لاستضافة مباريات يورو 2012 بالمشاركة مع الجارة بولندا، كما عملت على ترقية مطارات المدن الأربع (كييف ولفيف ودونيتسك وخاركوف)، كما وضعت خطة لإصلاح وإعادة تمهيد 1600 كم من الطرق، وشراء أسطول من القطارات فائقة السرعة لنقل المشجعين المحليين والوافدين بين المدن والمناطق بأقصى سرعة. وبلغت التكلفة الإجمالية لتنظيم بطولة يورو 2012 حوالى 5 مليارات دولار وفقاً لما ذكره بوريس كوليسنيكوف - نائب رئيس مجلس الوزراء الأوكرانى والمسئول عن البنية التحتية لبطولة يورو 2012، لكن مسئولى المعارضة فى البلاد أكدوا أن المبلغ المصروف أقل من ذلك بكثير، حيث إن القطاع الخاص فى البلاد هو من تكلف بمعظم المصروفات. ونشرت صحيفة كييف بوست تقارير قالت فيها إن عدداً من مسئولى البلاد قاموا بسرقة ما بين 30٪ إلى 40٪ من أموال الدولة المخصصة للتحضير للبطولة بالتعاون مع مقاولين مجهولين. ونفى يورى جرومنتسكى مدير المكتب الإعلامى لرئيس الوزراء، أن تكون هذه التقارير حقيقية، مؤكداً أن هذا يسمى «الخيال العلمى». وأضاف: «الحكومة ستدعو مدقق حسابات من خارج أوكرانيا بعد انتهاء البطولة، ليراجع كل الأرقام ويطمئن الشعب على ماله، وبذلك يطمس كل الاتهامات». كما طالب مسئولى المعارضة بالصمت حتى نهاية البطولة؛ حتى لا تؤثر اتهاماتهم فى سير البطولة بنجاح.