«حر، وظلام، وخراب ديار»، هذا هو لسان حال المواطنين فى المحافظات المختلفة، بعد أن تحولت أزمة انقطاع التيار الكهربائى إلى أزمة مستعصية على الحل، وتخطى الأمر مجرد الظلام والحر إلى تلف الأجهزة الكهربائية، واشتعال الحرائق فى المنازل بسبب الارتفاع المفاجئ للتيار الكهربائى عند عودته. وشهدت الغردقة عدة حرائق فى مناطق متفرقة، أمس الأول، بسبب الارتفاع المفاجئ للتيار، وترك السكان الشقق السكنية، وافترشوا الشوارع الجانبية خوفاً من تكرار اشتعال الحرائق، وتوجه عدد كبير منهم إلى قسم شرطة الغردقة لتحرير محاضر جماعية ضد شركة الكهرباء. وسيطرت حالة من الخوف والهلع على سكان عمارة هليوبوليس فى شارع النصر بسبب اشتعال النيران فى شقتين. وقالت هدى خليل، من سكان العمارة: «نعيش فى رعب بسبب الحرائق، وجميع السكان هربوا وتركوا الشقق خوفاً من تجدد اشتعال النيران». وأضافت: «أبلغنا المطافى عقب اشتعال الحريق، ولكن السيارات وصلت بعد 45 دقيقة، ولا يوجد بها مياه». وتجمع مئات من المواطنين أمام شركة الكهرباء فى حالة غضب شديد، وعززت مديرية الأمن من وجودها أمام مقر الشركة خوفاً من اقتحامها. وكانت الحماية المدنية قد تلقت إخطارات بوقوع 11 حريقاً فى مناطق متفرقة فى الغردقة، وانتقلت للسيطرة على هذه الحرائق. وفى القليوبية، احتجز أهالى منطقة شارع المجارى فى شبرا الخيمة وكيل أول وزارة الكهرباء فى شمال القاهرة، ومجموعة من الموظفين، و3 سيارات تابعة لوزارة الكهرباء لمدة ساعتين أثناء تفقده الأعطال الكهربائية فى المنطقة احتجاجاً على انقطاع الكهرباء بصفة مستمرة لفترات طويلة. وتلقى العميد بلال لبيب، مأمور قسم ثان شبرا الخيمة، بلاغاً من بركات سيف عامر، وكيل أول وزارة الكهرباء فى شمال القاهرة، يفيد باحتجازه ومجموعة من الموظفين من قبل مجموعة من الأهالى، وأخطر اللواء محمود يسرى، مدير أمن القليوبية، بالواقعة. وتبين من التحريات أنه أثناء تفقد وكيل الوزارة للأعطال فى المنطقة شاهده مجموعة من الأهالى فاحتجزوه بسبب كثرة انقطاع التيار الكهربائى فى المنطقة، وارتخاء أسلاك الضغط العالى فوق أسطح المنازل، وطالبوا بعدم تركه إلا بعد عودة الكهرباء، وهو ما استجاب له وكيل الوزارة، وبعد أن عاد التيار تركوه هو والموظفين. وحرر طالب فى الفرقة الثالثة بكلية الآداب جامعة عين شمس محضراً يحمل رقم 4840 إدارى قسم ثان شبرا الخيمة ضد رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزير الكهرباء بسبب انقطاع الكهرباء وعدم تمكنه من المذاكرة لمدة 12 ساعة متواصلة. وفى أسوان، قطع الأهالى خط السكك الحديدية والطريق الزراعى بسبب انقطاع الكهرباء فى عدد من القرى أكثر من 12 ساعة متواصلة. وقال المهندس ياسين شحات، مدير عام شركة توزيع الكهرباء فى أسوان، إن السبب الرئيسى وراء انقطاع التيار الكهربائى لساعات طويلة فى المحافظة وجود عطل فنى فى قوة الجهد من منطقة التحكم بمدينة نجع حمادى. وفى قنا، انقطع التيار الكهربائى عدة ساعات عن عدد كبير من القرى، وتسبب الارتفاع المفاجئ فى التيار عند عودته فى تلف الأجهزة الكهربائية. وفى أسيوط، انقطعت الكهرباء 18 ساعة متواصلة عن 11 مركزاً ما تسبب فى حالة غضب بين المواطنين. وقال سيد محمد، من قرية الحواتكة: إن الأهالى قطعوا الطريق أمام القرية احتجاجاً على انقطاع الكهرباء الذى يستمر فى بعض الأحيان لمدة يومين متواصلين. وفى الدقهلية، انقطع التيار الكهربائى خلال زيارة الدكتور إبراهيم غنيم، وزير التربية والتعليم، لمدينة جمصة، وهو ما تسبب فى غضب الوزير. وتوقفت ماكينات الغسيل الكلوى فى مستشفى المنصورة الدولى بعد انقطاع الكهرباء، ووجود أعطال فى المولدات الاحتياطية، وأنقذت العناية الإلهية عشرات المرضى من الموت بعد أن تمكنت إدارة المستشفى من تحويل خطوط كهرباء وحدة الغسيل الكلوى إلى خطوط كهربائية أخرى. وطالب مواطنون بإقالة المهندس مصطفى محمدين مصطفى، مدير عام هندسة كهرباء شرق وغرب المنصورة من منصبه، واتهموه بقطع الكهرباء عن الأحياء الفقيرة فقط. وفى الغربية، تعيش مدن ومراكز المحافظة فى ظلام مستمر بسبب انقطاع التيار الكهربائى ساعات متواصلة، وهو ما تسبب فى حالة من الغضب الشديد بين الأهالى الذين لجأ بعضهم إلى قطع الطرق والتهديد بالاعتصام المفتوح. وبدأ أعضاء «حملة مش دافعين» فى دعوة المواطنين إلى عدم دفع فواتير الكهرباء إلى حين انتظام التيار، واستجاب مئات من الأهالى للدعوة، وتقدم المحصلون بشكاوى إلى شركة جنوب الدلتا للكهرباء تفيد برفض الأهالى دفع الفواتير. وتسبب الظلام فى انتشار البلطجية، واللصوص، والمتحرشين، ومنع الأهالى أولادهم وبناتهم من الخروج ليلاً. من جانبه، أصدر المستشار محمد عبدالقادر، محافظ الغربية، توجيهات إلى رؤساء مجالس المدن والأحياء بحث المواطنين على ترشيد استخدام الكهرباء، من خلال مكبرات الصوت فى المساجد. وفى السويس، قال مواطنون إن شركة الكهرباء حاولت خداعهم، ولم تقطع التيار لمدة 3 أيام متواصلة فى أول الشهر حتى يتمكن المحصلون من تحصيل فواتير الكهرباء، ويضمنوا عدم تعرض الأهالى لهم، ولكن رغم ذلك لم يستطع المحصلون سوى تحصيل 10% من الفواتير، وبعد ذلك عاودت الشركة قطع التيار الكهربائى مرة أخرى لمدة زادت على 12 ساعة. وهدد عدد من أولياء أمور طلاب الثانوية العامة بمحاصرة شركة الكهرباء بالسويس، ورفع دعوى قضائية ضد الرئيس مرسى، والدكتور هشام قنديل، رئيس الوزراء، خاصة مع اقتراب موعد امتحانات نهاية العام. وفى البحيرة، تصاعد الغضب بين المواطنين فى المحافظة، بسبب انقطاع التيار الكهربائى 4 مرات فى اليوم الواحد. وقال الأهالى إن انقطاع التيار يستمر 6 ساعات متواصلة فى عدد من قرى مراكز دمنهور، وأبوحمص وكفرالدوار، وأبوالمطامير، وإيتاى البارود. وفى سوهاج، يقضى أهالى القرى والنجوع ليلهم على لمبة الجاز، وتسبب انقطاع الكهرباء فى تأخر إجراء العمليات الجراحية فى المستشفيات، وتقدم مديرو المستشفيات بشكاوى للمحافظ، ووكيل وزارة الصحة، ورئيس شركة الكهرباء. وطالبت قوى سياسية بتنظيم عدة وقفات احتجاجية أمام شركة الكهرباء، وديوان عام المحافظة، احتجاجاً على استمرار انقطاع الكهرباء، ودعوا إلى عدم دفع الفواتير.