لا يزال الأبرياء يتساقطون وسط أعمال العنف المستعرة فى الأراضى الليبية فى أعقاب مواجهات مسلحة بين قبائل مدينتى الشقيقة والزنتان جنوب غربى طرابلس، بدأت مساء الاثنين الماضى وأسفرت عن مقتل 105 على الأقل وإصابة 500 آخرين، مما أدى إلى إعلان عدة مدن فى غرب ليبيا «مناطق عسكرية» وانطلاق دعوات من الحكومة للتهدئة بين الجانبين. وقال مالك الشريف، أحد ثوار ليبيا، فى تصريحات ل«الوطن»: إن ما تشهده مدن غرب ليبيا الآن أشبه بانتقام لما ارتكبته القبائل المؤيدة لنظام الرئيس السابق معمر القذافى ضد الثوار، فى حين أن الحكومة الحالية منهارة وحققت فشلا ذريعا فى جمع الأسلحة التى حصل عليها القبائل والثوار، الذين يخشون فشل الحكومة فى نجدتهم وقت الحاجة. وأرجع الشريف حدة العنف إلى الأعراف القبلية التى لم تنته حتى الآن وستأخذ وقتا أطول من اللازم خصوصا فى المناطق الغربية، التى لم تضم كثيرا من مؤيدى الثورة على القذافى، بالإضافة إلى أنها ضمت كتائب قتلت الثوار. وأشار إلى أن الجيش الليبى هدد بتدخل واضح بالأسلحة بعد عقد هدنة استمرت ل3 أيام، وهدد بأنه فى حال اندلاع عنف سيتدخل سلاح الجو، الذى اقتصرت طلعاته على تأمين المنطقة مؤخرا. ومن جانبه قال المتحدث باسم الحكومة الليبية، ناصر المانع، أمس: إن الجيش واجه صعوبة فى البداية للتدخل بشكل مباشر خشية التسبب بمزيد من الضحايا المدنيين، موضحا أن الهدوء عاد إلى المنطقة بفضل وساطات عالية المستوى. وأضاف أن «الوضع كان هادئا خلال اليومين الماضيين». بينما قال رئيس قسم الطوارئ فى مستشفى الغريان -المدينة القريبة من منطقة المواجهات- لوكالة الصحافة الفرنسية: إنه أحصى 78 قتيلا، وأكد عدم اندلاع معارك منذ الاثنين الماضى، وأضاف أن الوضع بات مستقرا جدا وأنه يعتقد أنهم وصلوا إلى السلام. وكانت أعمال العنف قد اندلعت مساء الاثنين الماضى بين منطقتى الشقيقة ومزدة بين أفراد من قبيلة المشاشية ومجموعات مسلحة من قبيلة قنطرار ومدينة الزنتان، وذكرت عدة مصادر أن أعمال العنف اندلعت بعد مقتل أحد سكان الزنتان عند حاجز للمشاشية. يذكر أن احتدام التوتر بين أهالى قبيلة المشاشية ومدينة الزنتان قد بدأ منذ اندلاع الثورة ضد نظام القذافى فى فبراير 2011، حيث تتهم كتائب الزنتان المشاشية بأنها دعمت النظام السابق.