قالت مصادر أمنية جزائرية، إن القيادي في حركة "التوحيد والجهاد"، الذي اعتقل نهاية الأسبوع الماضي جنوب البلاد، كان مكلفا من قيادة التنظيم بلقاء قيادات القاعدة شمال البلاد للتباحث بشأن عزل أمير جماعة "الموقعون بالدم" مختار بلمختار، الذي انشق عن التنظيم. وأوضحت المصادر أن "قيادة تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي المتواجدة بشمال الجزائر أصبحت منزعجة من خروج بلمختار إلى الواجهة خلال الأشهر الأخيرة بشكل أظهره كأبرز القيادات الجهادية في المنطقة خصوصا بعد عمليتي عين أمناس جنوبالجزائر شهر يناير الماضي والهجوم الأخير على الجيش النيجري". وذكرت صحيفة "الخبر" الجزائرية، أمس، أن "قوة مختصة في مكافحة الإرهاب، أوقفت فجر الجمعة الماضي، 3 أشخاص على متن سيارة سياحية، شمال مدينة تيميمون قرب الحدود مع مالي وتبيّن أن أحدهم قيادي في حركة التوحيد والجهاد". وأضافت أن القيادي في حركة "التوحيد والجهاد" الموقوف أبو حفص عبد الدايم "يعتقد بأنه مبعوث الجماعة الإرهابية إلى عبدالمالك دروكدال، أمير تنظيم القاعدة في بلاد المغرب وكان يحمل رسائل عدة لإمارة القاعدة، أهمها الموقف من التدخل العسكري الفرنسي بمالي، ومن جماعة مختار بلمختار". وبحسب مصادر أمنية قريبة من ملف الساحل فإن "قيادة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي طلبت وساطة من حركة التوحيد والجهاد المتحالفة مع أمير جماعة الملثمين مختار بلمختار لبحث الخلاف بين الجانبين بعد انشقاق الأخير عن التنظيم". وأضافت "يبدو أن بروز بلمختار كأحد القيادات الجهادية الأكثر بروزا إعلاميا في الآونة الأخيرة بعد تنفيذ عمليات إرهابية في الجزائر والنيجر قد أزعج تنظيم القاعدة وأثر أيضا على خططه". وكشفت المصادر العثور على رسالة لقياديين في تنظيم القاعدة بمالي خلال الأيام الماضية موقعة من جانب 14 قائدا في التنظيم بتاريخ 3 أكتوبر الماضي، يتهمون فيها بلمختار بأنه "لم يرد على اتصالات القيادة ولم يقدم تقارير بشأن نفقاته ولم يحضر بعض الاجتماعات ولم ينفذ أوامر القيادة". وأكدت الرسالة، التي أثبت خبراء أنها أصلية، "أن خطط بلمختار تهدد وجود التنظيم وتؤدي إلى تفتيته"، بحسب المصدر نفسه. وقام بلمختار الجزائري الأصل في ديسمبر الماضي، بتأسيس كتيبة جديدة من المقاتلين تحمل اسم "الموقعون بالدم". وبعد انفصاله تماما عن تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" أصبح بلمختار مستقلا عن أي تنظيم في الصحراء. وبحسب المصدر الأمني فإن "قيادة القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي قد تلجأ إلى خيار المواجهة مع بلمختار في حال رفض العمل معها لذلك تعمل على تحييد جماعة التوحيد والجهاد المتحالفة معه من خلال إجراء اتصالات معها". يشار إلى أن "الموقعون بالدماء" و"التوحيد والجهاد" هما تنظيمان منشقان عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.