تمكنت قوات الأمن الجزائرية بولاية تمنراست الواقعة في أقصى جنوب البلاد من اعتقال أحد أبرز المطلوبين في قضية اختطاف الدبلوماسيين الجزائريين من مقر القنصلية الجزائرية في مدنية "غاو" شمالي مالي في شهر أبريل الماضي ،كما تم خلال العلمية قتل اثنين من الإرهابيين وإصابة ثالث والعثور على مسدسات كاتمة للصوت. ونقلت صحيفة "الخبر" الجزائرية الصادرة صباح اليوم الخميس عن مصدر مطلع قوله إن قوات الأمن المتخصصة في مكافحة الإرهاب اعتقلت مسلحا يحمل الجنسية الجزائرية يدعى رقاني عمار الملقب ب "حمرو"، وهو أحد أبرز المطلوبين المعروفين لقوات الأمن من المنتمين لمجموعة "التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا"التي تبنت اختطاف الدبلوماسيين الجزائريين في مدينة غاو المالية في أبريل الماضي.
وأضاف المصدر: أن الإرهابي "حمرو" الذي ينحدر من ولاية أدرار الجزائرية الواقعة بالقرب من حدود مالي يعد أحد أبرز أعضاء جماعة "أبناء الجنوب من أجل العدالة المسلحة " التي نفذت اعتداء مسلحا على مطار مدينة "جانت" قبل 5 سنوات.
وأوضح أن الإرهابي كان قد تمكن من الإفلات من قوات الأمن في عام 2007 ، حيث فر إلى شمال مالي حيث شارك مع آخرين في تأسيس تنظيم التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا.
وكانت جماعة "التوحيد والجهاد" الإرهابية بشمال مالي قد هددت في شهر سبتمبر الماضي بإعدام الدبلوماسيين الجزائريين الثلاثة المحتجزين على غرار نائب القنصل الجزائري بمدنية غاو بشمال مالي والذي تم إعدامه في الأول من سبتمبر المنصرم ما لم يتم الإفراج عن ثلاثة مسلحين اعتقلتهم قوات الجيش الجزائري الشهر الماضي بينهم نسيب طيب المكنى "عبد الرحمن أبو اسحق السوفي " رئيس "اللجنة القضائية" في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
وفي سياق متصل ذكرت "الخبر" أن وحدات جوية تابعة لقوات الجيش قامت بتدمير سيارات دفع رباعي داخلها أربعة إرهابيين حاولت التسلل إلى الجزائر عبر منطقة صحراوية أقصى جنوب ولاية أدرار قرب الحدود مع النيجر.
ونقلت الصحيفة عن مصدر أمنى قوله إن أجهزة الأمن عثرت خلال تفتيشها للسيارات المدمرة على قطعة سلاح مضادة للطائرة و4 رشاشات من نوع كلاشنيكوف وكمية من الذخائر، كانت معبأة في صناديق معدنية.
على صعيد آخر، ذكرت مصادر جزائرية أن وفد حركة أنصار الدين المسلحة الذي زار الجزائر مؤخرا فتح مع السلطات الجزائرية موضوع الإسلامي مختار بلمختار المتواجد بشمال مالي،والذي أصبح مقربا من هذه الحركة في الفترة الأخيرة، مشيرة إلى أن الوفد حمل إلى السلطات رغبة بلمختار في تسليم نفسه، شرط الحصول على ضمانات كافية.
وأضافت المصادر ذاتها في تصريحات لصحيفة " وقت الجزائر الصادرة اليوم أن وفد حركة أنصار الدين الذي زار الجزائر جددوا للمسئولين الجزائريين رغبة بلمختار تسليم نفسه في أقرب الآجال، لكن شريطة الحصول على ضمانات من جهات عليا، ليس أقل من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، حتى لا يتعرض إلى المتابعة القضائية الدولية.
مبررا ذلك بأنه لم يتورط في قضايا إرهاب دولي، وأنه كان دائما ضد اختطاف الرعايا الأجانب.
وأوضحت أن وفد حركة أنصار الدين يكون قد حصل على موافقة السلطات الجزائرية على الضمانات التي طالب بها بلمختار من أجل تسليم نفسه، وهي الموافقة التي نقلت إلى بلمختار من طرف حركة أنصار الدين التي أضحى بلمختار مقربا منها في الفترة الأخيرة، بعد الطلاق الذي وقع بينه وبين تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي.
وأوضحت أن مختار بلمختار سيسلم نفسه قريبا إلى السلطات الجزائرية، مع وعد من جانبه في التعاون معها بشأن الجماعات الناشطة في منطقة الساحل، علما أن بلمختار هو 'العلبة السوداء' لما جرى في المنطقة خلال السنوات القليلة الماضية، وإذا سلم نفسه فإن ذلك سيضع أطرافا كثيرة في ورطة، وخاصة تلك التي كانت تشجع وتمول الجماعات الإرهابية من أجل ضرب استقرار الجزائر، والتي دعمت تنظيم القاعدة، وكذا جماعة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا التي دخلت على الخط مؤخرا في ظروف أكثر من مشبوهة.
يذكر أن مختار بلمختار دخل في خلاف مع قيادة تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، خاصة بعد أن انتشر خبر رغبته في تسليم نفسه إلى السلطات الجزائرية.
وأصبح ينظر إليه بريبة وشك كبيرين، واتخذ التنظيم قرارا بتصفيته، وهو ما جعل بلمختار يسعى لاصطياد قيادات التنظيم قبل أن يتمكنوا من تصفيته، الأمر الذي دفعه أيضا للتقرب من جماعة أنصار الدين لضمان حمايته ورجاله من القاعدة.
وكانت السلطات الجزائرية قد استقبلت عدة مرات ممثلين عن حركة أنصار الدين من أجل حمل هذه الحركة على إدانة الإرهاب والتبرؤ من تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. مواد متعلقة: 1. الجزائر تدعو للتفريق بين الإرهابيين والسكان الأصليين بشمال مالي 2. حركة "أنصار الدين" تحذر من التدخل العسكري في شمال مالي 3. حركة متمردة بشمال مالي تدعو الجهاديين الأجانب إلى المغادرة فورا