لم تثر «إثيوبيا» خيال المصريين، اللهم إلا فى انطباعات بسيطة عن كونها أرض الحبشة التى تحدث عنها الرسول قديما، والدولة التى شهدت محاولة اغتيال مبارك حديثا، لكن سد النهضة جعل من إثيوبيا مثار حديث لدى البسطاء والخبراء باعتبارها الدولة التى تهدد أمن مصر القومى. إيناس التركى، ربة بيت، لا تعرف عنها سوى واقعة محاولة اغتيال مبارك، لا تلوم «إيناس» على إثيوبيا كدولة أن تبحث عن مصالحها، ما دام ذلك فى صالح شعبها، لكنها تلقى بالجانب الأكبر من اللوم على مصر التى أهملت العلاقات مع أفريقيا: «لو كانت الحكومة اهتمت بمحاولات تفاهم ووصول لحلول مشتركة فى نص الطريق من بدرى ماكناش هانصحى نفاجأ بخبر زى تحويل مجرى النيل الأزرق». محمد صلاح، موظف فى البنك المركزى المصرى، يعترف بأنه لم يكن يعرف عن إثيوبيا قبيل أزمة السد سوى أنها الحبشة القديمة، وأن بها منابع النيل، وأن بينها وبين مصر عدة دول، كالسودان وغيرها، لكن بعد توالى الأخبار عن السد بدأ الاهتمام: «عرفت إن السد بتاعها بتدعمه إسرائيل وبيهددنا، وإنهم كانوا دولة مدعومة من أمريكا لاحتلال الصومال، وإنها دولة مسيحية تابعة للكنيسة الأرثوذوكسية الموجودة فى مصر، وتهدد الأمن القومى بصورة غير مباشرة وخبيثة، وبكرة تستولى على الصومال عشان تتحكم فى المضيق اللى بيودى لقناة السويس، وجودها خطر على حياتنا بالطريقة دى وعدم التصدى لها خطر علينا.. إثيوبيا فى نظرى سكينة فى ضهرنا». أسماء صلاح الدين عرفت إثيوبيا على طريقتها قائلة: «معلوماتى إنها بلد أفريقية، مشتركة معانا فى النيل، ولما كانوا عاوزين يبنوا السد ده مبارك هددهم إنه هايدكه فوق دماغهم، دلوقتى معلوماتى إنهم هايخلوا المية الجاية لينا تنقص 30%، عشان الرئيس مرسى خلى مصر ملهاش تمن».