يستمتع الملايين من عشاق كرة القدم فى العالم بوجبة كروية دسمة من عمالقة اللعبة فى القارة الأوروبية، خلال بطولة كأس أوروبا لكرة القدم التى تستضيفها أوكرانيا وبولندا خلال الفترة الحالية، إلا أن البعض يتناسى المحرك الأساسى لهؤلاء اللاعبين وهو الجمهور الذى يمنح مباريات البطولة مذاقاً خاصاً، حيث حرص مئات الآلاف على السفر من بلادهم لدعم فرقهم فى ثانى أكبر بطولة كروية على مستوى العالم، فى مظهر أعطى البطولة رونقاً خاصاً، على الرغم من الأزمات التى تسبب فيها عدد من الجماهير. ونشر موقع «بليتشر ريبورت» الأمريكى تقريراً رصد فيه أهم لحظات البطولة، كما صنف الجماهير وفقاً لدرجة دعمهم لمنتخبات بلادهم. أيرلندا: جاءت جماهير أيرلندا فى المركز الأول، حيث منحتها لقب «فانس هوود» فى إشارة إلى الشخصية التاريخية روبن هود، بسبب دعمها القوى لمنتخب بلادها على الرغم من ضعف فرصه فى التأهل إلى الدور التالى قبل بداية البطولة وخسارته ثلاث مباريات فى المجموعة. ألمانيا: حلت جماهير ألمانيا فى المركز الثانى نظراً للجماعية التى يتميزون بها فى طريقة تشجيعهم والتى تنعكس على أداء منتخب الماكينات داخل الملعب، حتى إنهم يرفعون لافتات مكتوبا عليها «نشجع المانشافت حتى الموت»، خصوصاً أن الدورى الألمانى حصل على لقب أفضل جمهور فى العالم. هولندا: من الصعب أن تجد جماهير تواصل التشجيع بحماس مثل جماهير الطاحونة الهولندية التى حولت الملعب إلى إعصار برتقالى خلال مباراة فريقها مع البرتغال، ولم تبال بحالة الغرور التى انتابت لاعبى فريقها وتعاليهم على الكرة الذى تسبب فى خروجهم من الدور الأول، ولكنها قدمت نموذجاً فى التشجيع المثالى. أسبانيا: جماهير منتخب الماتادور تحدت الأزمة الاقتصادية فى بلادها وسافرت خلف المنتخب لدعمه فى البطولة، لتحقق هدفها بأن يكون الفريق الوحيد فى العالم الذى يفوز بثلاث بطولات كبرى بشكل متتال، بعد حصوله على كأس أوروبا 2008، وكأس العالم 2010. اليونان: رغم معاناة البلاد من كساد اقتصادى فإن الجماهير حرصت على السفر لدعم الفريق الملقب ب«أحفاد الإغريق»، وساهمت بدعم اللاعبين فى التأهل إلى دور الثمانية، وأكد بعض من الجمهور اليونانى أن مباراتهم أمام ألمانيا ستكون ثأرية كوسيلة لاستعادة الكرامة الوطنية بسبب الديون المتراكمة على اليونان للألمان. فرنسا: حرصت جماهير الديوك الفرنسية على السفر لدعم منتخب بلادها، على الرغم من ضعف فرصه فى المنافسة بعد فضيحة الفريق وخروجه من الدور الأول لنسخة البطولة الماضية، ونفس الأمر فى كأس العالم الأخيرة بجنوب أفريقيا، وبالفعل قدم المنتخب الفرنسى أداء مميزاً فى المجموعة الرابعة. إيطاليا: جاءت جماهير الأزورى الإيطالى فى المركز السابع بعد دعمها اللامحدود لفريقها، وتخطيها لأزمة المراهنات التى عصفت بالكرة الإيطالية، وهو ما ساهم فى تخطى الفريق للمجموعة الثالثة وتأهله فى المركز الثانى للمجموعة، ومساندتها للاعبيها ضد أى هجمات من المنافسين كما حدث مع ماريو بالوتيللى. السويد: سافرت الجماهير السويدية إلى أوكرانيا رغم معرفتها بضعف فرص فريقها، إلا أنها حرصت على رسم صورة حضارية لبلادها، من خلال التشجيع المثالى فى المدرجات، وهو ما أكدته وسائل الإعلام الأوكرانية التى أشادت بسلوك نظيرتها فى السويد. إنجلترا: استخدمت الجماهير الإنجليزية تراثها القديم للتعبير عن نفسها فى المدرجات، وتعويض نفسها عن عدم ترشيح منتخب «الأسود الثلاثة» للفوز باللقب، وحرصت على ارتداء الملابس الحربية القديمة بالخوذات والسراويل الطويلة وعليها علم إنجلترا، فى محاولة لمحو صورتها السيئة بأنها جماهير همجية. الدنمارك: طغى الحماس على الجماهير الدنماركية بعدما شاهدت فريقها يفوز فى المباراة الأولى بالمجموعة الثانية على هولندا، وقدمت مشهداً رائعاً فى المدرجات، قبل أن تخرج تجرجر ذيول الهزيمة بعد خسارتهم لمباراتين متتاليتين، إلا أن بعضهم أكد فخره بالفريق بسبب الأداء الجيد رغم وداعه المبكر للبطولة. التشيك: تأتى جماهير التشيك فى المركز الحادى عشر، فرغم ما بثته من حماس شديد للاعبين خلال البطولة ساهم فى تصدرهم للمجموعة الأولى، فإنها هاجمت ميلان باروش مهاجم الفريق، وميشال بيليك المدير الفنى وأطلقت صفارات الاستهجان ضدهم فى مشهد غريب. البرتغال: وضع التقارير جماهير البرتغال فى مركز متأخر بسبب الهتافات العنصرية والهتافات المسيئة، فضلا عن تركيز هتافاتها على كرستيانو رونالدو فقط وتجاهل بقية لاعبى الفريق، وهو ما يصيب باقى اللاعبين بحالة من الإحباط؛ وفقاً لما ذكره التقرير. بولندا: حصلت جماهير بولندا على لقب الأسوأ خارج الملعب بسبب الاشتباكات التى نشبت بينها وبين عدد من جماهير الفرق المنافسة، وعدم مراعاتها لكونها البلد المضيف، وعليها عبء الظهور بشكل مميز أمام جماهير العالم، وعلى الرغم من ذلك، نجحوا فى دعم فريقهم بقوة إلا أنهم خرجوا فى النهاية من الدور الأول. كرواتيا: جاءت الجماهير الكرواتية فى المركز الرابع عشر بسبب المظهر السلبى الذى قدمته فى يورو، وهو ما دعا مدرب الفريق سلافين بيليتش للتأكيد أن التعصب والكراهية هما ما جعل من جماهير الكروات «الأسوأ»، وخصوصاً بعدما ألقت الجماهير الكرواتية الشماريخ داخل الملعب خلال مباريات الفريق الثلاث بالمجموعة الثالثة. روسيا: استحقت جماهير روسيا لقب «مثيرو الشغب» خلال يورو 2012 بعدما دخلت كطرف فى أكثر من مشاجرة قبل انطلاق البطولة، وأكدت للعالم العنف والعصبية الزائدة لدى الجماهير الروسية، لتتأكد سمعتها السيئة فى العالم ككل. أوكرانيا: تذيلت جماهير أوكرانيا قائمة الجماهير فى البطولة بسبب هجومها القوى على منتخب بلادها، حتى إنها اتهمت اللاعبين علنياً بالتخاذل والبحث عن حجج لتبرير خسارتهم فى المجموعة الرابعة، وهو ما يثبت أن البلاد مليئة بالعنصرية، حتى ضد لاعبى فريقها.