على خلفية حادث اختطاف الجنود المصريين، طالته اتهامات بالتورط فى محاولة زعزعة الوضع الأمنى فى سيناء، «العقيد محمد دحلان»، القيادى بحركة التحرير الفلسطينية (فتح)، زرع عناصر فى سيناء لزعزعة الأمن فيها بتمويل من دولة الإمارات هادفاً إلى زيادة المشهد الداخلى بمصر تعقيداً، هكذا يقول رجال «الإخوان المسلمين» فى مصر. لم تكن تلك هى المرة الأولى التى تنشط فيها أقلام قيادات ونشطاء التنظيم، «دحلان» الفتحاوى عدو «حماس» هو عدوهم بالتبنى، جذور الخلاف بين «الإخوان» و«دحلان»، الرئيس السابق للأمن الوقائى بإقليم غزة، ليست ناجمة عن احتكاك مباشر، لم يفوّت الإخوان فرصة خطف الجنود دون أن يحاولوا اقتناص أى صيد سمين من ورائها، حاولوا بداية أن يظهروا وكأنهم مَن استعادهم، لكن عادوا بخفى حنين، لم يسقط أحد فى الفخ، فقرروا أن يلقوا ب«دحلان» فى الشرَك علّهم إن لم يربحوا من ورائه، ربح حلفاؤهم فى غزة، وكعادته خرج عصام العريان ليدلى بدلوه، تحول من ندائه الأسطورى: «أعيدوا البرلمان»، إلى الانقلاب على حركة فتح، يصرح «العريان»: «يجب فتح ملف تحركات عناصر حركة فتح الذين طُردوا من قطاع غزة فى 2006 عقب سيطرة حماس على القطاع وبينهم دحلان». يتأهب ذو البشرة الداكنة وفروة الشعر، المسحوب من الجانبين، لرد الاتهامات، يدور لسانه عبر الهاتف مصرحاً لإحدى القنوات التليفزيونية: «كنت أتمنى أن يواجهنى العريان بهذه التصريحات وجهاً لوجه لكى يغطى نفسه على الأقل ويغطى جماعته التى تعودت العيش على التهم رغم أنهم مليئون بالفضائح»، يستطرد «دحلان» الغاضب: «إن جماعة الإخوان تبنى نفسها فى مصر على أوهام وأكاذيب وشائعات ضد الآخرين، ولن نكون أداة تخريب ضد مصر كما تريد منا جماعة الإخوان المسلمين». تاريخه فى العمل العام لا يخلو من التهم، أول ما طاله منها كان ما عُرف إعلامياً ب«فضيحة معبر كارنى»؛ حيث سُربت تقارير تفيد بأنه يقوم بتحويل رسوم الضرائب المحصلة على الحساب البنكى لسلطة المعابر الوطنية الفلسطينيةت الذى تبين فيما بعد أنه حساب شخصى ل«دحلان» نفسه، وقتما كان يشغل منصب رئيس قوة الأمن الوقائى. اتُّهم «دحلان» من قِبل قياديين فى حركة حماس بالتورط فى اغتيال الرئيس الفلسطينى السابق ياسر عرفات، ضحد القيادى فى حركة فتح كل ما نُسب إليه، كما نفى عن نفسه أى محاولة انقلاب على حكم الرئيس الفلسطينى الحالى محمود عباس حين أُجريت معه التحقيقات فى ذلك الإطار. ينتمى محمد دحلان لأسرة فلسطينية نزحت عام 1948 إلى مخيم خان يونس، حيث وُلد بها فى سبتمبر 1961، وبدأ فيها عمله السياسى منذ سن ال19، حيث أسس حركة «شبيبة فتح»، واعتُقل «دحلان» فى عمر العشرين على أيدى القوات الإسرائيلية بين عامى 1981 و1986. وخرج «دحلان» من قطاع غزة عام 2007، بعدما سيطرت حركة حماس على القطاع ليتنقل بين الضفة الغربية والقاهرة ودبى حيث أشيع عنه أنه يعمل كمستشار أمنى لدى حكومة الإمارات.