الجيش يكثف وجوده على طريق معبرى رفح والعوجة.. ومروحيات تحلق فى سماء العريش وتشكيلات تتوغل فى عمق الجورة وأحراش رفح شهود عيان: الجيش استهدف منزلاً تابعاً لأسرة «أبوشيتة» فى «الأحراش».. ومسح المنطقة الصحراوية المفتوحة «الأطرش»: من الصعب إخفاء مختطفين فى الأحراش.. والناشط «أعتيق»: الحل فى سيناء لن يكون أمنياً لأنه قد يطال أُناساً لا ذنب لهم» حملات التمشيط على جانبى طريق العريش أدت لضبط مسلحين بين منطقتى العوجة والجورة كتب - أحمد منعم: تصوير - هشام محمد حالة من الترقب عاشتها المدن الحدودية فى سيناء، حيث واصلت القوات المسلحة تكثيف وجودها على الطريق المؤدية إلى معبر رفح، وكذلك على طريق العوجة، المؤدية إلى معبر العوجة، وجابت مروحيات القوات المسلحة سماء العريش، بداية من التاسعة مساء أمس الأول وحتى فجر أمس، كما شوهد توغل القوات المسلحة فى عمق مناطق الجورة وأحراش رفح. وبدأت القوات المسلحة نشر مركباتها مع الثالثة عصر الاثنين، بطول طريق العريش مع زيادة تكثيفها فى المنطقة الحدودية بين مدينتى الشيخ زويد ورفح الغربية آخر المدن المصرية جهة الحدود مع غزة، لتبدأ تكهنات الشارع السيناوى حول قرب موعد تنفيذ العملية العسكرية المحتملة لتحرير الجنود المختطفين. مع الساعات الأولى من مساء أمس الأول، وبعد المغرب مباشرة كانت كل المركبات العسكرية فى مكانها بطول الطريق المؤدى إلى معبر رفح، ولم يشهد الطريق، منذ ذلك الحين، أى تحركات لمركبات الجيش. حتى الساعة التاسعة سيطر الترقب على الشارع السيناوى، خاصة عند النقاط الأقرب من مدينة رفح، التى شهدت فى اليوم السابق هجوماً مسلحاً على معسكر تابع لقوات الأمن المركزى نفذه مجهولون فى منطقة «أحراش رفح» ولم يُعلن بسببه وقوع أى إصابات. الطريق من العريش إلى القاهرة شهد حالة من الاستنفار الأمنى، والتشديد فى عمليات تفتيش السيارات والمركبات من كافة الأنواع «النقل والملاكى والمقطورات»، وفحص كافة رخص السير، وتولى رجال القوات المسلحة مسئولية التفتيش مع انسحاب الشرطة إلى المدن الكبرى، وقيامها بالدور الأمنى ذاته. نشاط «الكمائن» المنتشرة على الطريق، كان الخطوة الأولى فى العملية العسكرية التى كانت بوادرها عند مدينة «الجورة»، التى بدأت مروحيات القوات المسلحة فى التحليق فوقها، دون وقوع اشتباكات، مع مسح المنطقة بواسطة مدرعات ومركبات القوات المسلحة والتفتيش فى بعض المناطق السكنية فى المنطقة الصحراوية المفتوحة. ينتقد الناشط السياسى السيناوى مصطفى الأطرش تحركات القوات المسلحة التى وصفها بالمثيرة للتساؤل، خصوصاً أن المناطق التى فتشها الجيش مثل «الجورة» مناطق صحراوية مفتوحة لا يمكن إخفاء الجنود فيها، إذا كان الغرض من التحليق فوق تلك المناطق وتفتيشها هو البحث عن الجنود، وكان الأولى أن تكون تحركات الجيش فى المناطق الأكثر وعورة فهى الأكثر ملاءمة لإخفاء المختطفين. فى المساء شوهدت مروحيات الجيش تحوم فى سماء المدن السيناوية الحدودية، بشكل أكثر كثافة عن الأوقات السابقة، كما تحركت بعض القوات فى مركبات ومدرعات القوات المسلحة متوغلة فى قلب الصحراء، مستهدفة نقاطاً بعينها فى «أحراش رفح»، وإطلاق النيران على تلك النقاط مع تأمين من الجو قامت به المروحيات التى حلقت على ارتفاع قليل للغاية، بينما كانت تطير على ارتفاع أكبر بكثير فوق المدن السيناوية الأخرى «الشيخ زويد والعريش» حيث لم يُرَ منها سوى ومضات حمراء. قرب موقع الاشتباكات، كان السائق فتحى الحارون، (20 عاماً) شاهداً على ما حدث فى أحراش رفح، ويقول إن «الجيش توغل فى منطقة أحراش رفح واستهدف أحد المنازل، وهو منزل تابع لهانى أبوشيتة، شقيق حمادة أبوشيتة السجين الذى طالب المختطفون بإطلاق سراحه مقابل إطلاق سراح الجنود السبعة المختطفين، جاء الهجوم بكثافة عالية من قبل القوات المسلحة مع منتصف الليل، منذ الثانية عشرة وحتى ساعات الفجر». يضيف «الحارون» أن الجيش فى المنطقة الحدودية يعمل وسط تأييد الأهالى والقبائل حتى أثناء الاشتباك كانت هناك أعداد كبيرة من المواطنين الذين رصدوا ما يحدث، حتى أنا كنت ضمن الموجودين وقت الاشتباكات وتبادل إطلاق النار وإضرام النيران فى المنزل المذكور، لكن مع اشتداد إطلاق النيران قمت بالتراجع إلى مدينة الشيخ زويد». وتأتى تحركات الجيش التى سكنت مع صباح اليوم التالى الثلاثاء بعد ساعات من إطلاق النيران على معسكر الأمن المركزى فى أحراش رفح، وكذلك إطلاق النيران من قبل مجهولين على جنود معبر «العوجة» 70 كيلو تقريباً جنوبى رفح الذى صدرت أوامر بفتحه بعدها لمرور البضائع وسيارات النقل. حملات التمشيط التى قام بها الجيش فى مناطق على جانبى طريق العريش أدت إلى ضبط عدد من المسلحين بين منطقتى العوجة والجورة، والدخول فى اشتباكات فى أحراش رفح؛ ويميل الشارع السيناوى إلى تأييد السلطات المصرية فى الدفع بقواتها المسلحة للقيام بحملات عسكرية لمواجهة المختطفين. ويقول نايف محمد، أحد أهالى الشيخ زويد، «التعرض للجنود مرفوض واختطاف رجل الأمن لا يصب إلا فى مصلحة زعزعة الأمن»، ويرى أن «يؤيد الجميع القوات المسلحة والشرطة فى مساعيهم لتحسين الأوضاع الأمنية بمواجهة الخارجين على القانون، على أن يتفهم رجال الأمن طبيعة البيئة السيناوية وألا يأخذوا العاطل بالباطل». واقترح نايف أن «تشارك القبائل والعائلات المقيمة فى سيناء القوات المسلحة فى حملاتها فى عمق الصحراء، نظراً لخبرة أهل سيناء فى تضاريسها وخباياها وما إلى ذلك». وبين الأوساط السياسية فى سيناء يبرز رفض لما ينتويه الجيش من العمليات المسلحة، حيث ذكر الناشط السياسى السيناوى سعيد أعتيق «لماذا تعزم الدولة على الحل العسكرى رغم أن الرئيس مرسى هو من ابتدع فكرة اللجوء للتفاوض» تساؤل أعتيق أتبعه بتعليق أكد فيه أن «الحل فى سيناء لن يكون أمنياً لأنه قد يطال أُناساً لا ذنب لهم فى القضية». من جانبه، قرن عبدالله محمد، أحد أهالى رفح، نجاح العملية العسكرية الهادفة لتحرير الجنود المصريين المختطفين بضرورة إغلاق كافة الأنفاق التى تسمح بنفاذ الأسلحة والخارجين على القانون إلى مصر، وعليه فإن بقاء الأنفاق مفتوحة بين مصر وغزة سيصعّب المهمة على الجيش. واقترح ياسر الشاروخ، (37 سنة)، أن يكثف الجيش وجوده فى المناطق النائية، الأبعد عن الطريق السريع «العريش رفح» لأن هذه الأماكن هى الأكثر خطورة والأكثر ملاءمة لاستيعاب المجموعات الخارجة على القانون، وقرن الشاروخ ذلك بضرورة تعديل اتفاقية كامب ديفيد لدواعٍ أمنية تسمح بوجود القوات المسلحة كقوة مُغلّظة فى تلك المناطق للقضاء على أى جماعات إرهابية، قد يكون لإحداها مسئولية فى حادث اختطاف الجنود المصريين.