رداً على الجخ ومن سار على نهجه، أطلق شعراء الإخوان ألسنتهم وأشعارهم صوب من اعتبروهم شعراء المعارضة، المهندس وحيد الدهشان، أحد شعراء جماعة الإخوان -حسب ما يصف نفسه- يرى أن الساحة الشعرية مفتوحة للجميع ما دام التعبير فى سياق الحالة التى يشعر بها المواطن، قائلا: «الشعر مش لغة راقية وسامية فقط إنما هو تعبير عن الشعور والإحساس والتجارب اللى بنعيشها، ولا ننسى أننا منذ قديم الأزل لدينا شعر الهجاء، أى الهجوم الحاد على المعارضين»، يوضح الشاعر الإخوانى مدى استيائه الشديد من الشاعر هشام الجخ لما تناوله فى قصيدته «أنا إخوان»، وهذا ما دفعه إلى كتابة قصيدة بعنوان «ملحمة الطرقعة والطخ فى الرد على ابن الجخ»، قائلا: «الجخ خرج عن حدود الأدب، ومش دا اللى يثبت إنه شاعر عظيم، هو بس عنده أداء مسرحى أعطاه أكتر من حقه». «البعض لا يقدر قيمة الصمت والترفع»، وجهة نظر عبر بها الدهشان عن الوضع الحالى وخروج شعراء الجماعة عن صمتهم، بعد ظهور جيل صغير يطلق عليهم البعض شعراء -حسب قوله- لكنهم لا يفقهون شيئاً عنه، قائلا: «جزاء السيئة سيئة مثلها، مش معقول إنت تشتمنى وأنا أسكتلك مثلاً، إحنا عندنا لسان زينا زيهم ويمكن أكتر»، «انعدام الأخلاق» كلمة يصف بها «الدهشان» الوضع الذى وصل إليه الشعر فى مصر، بعد أن أصبح يخدم الأوضاع السياسية، قائلاً: «هؤلاء الصغار كانوا يعيشون فى عصر مبارك، ليه ماشفناش إنجازاتهم إلا دلوقتى؟ كانوا فين زمان؟». يستنكر الدهشان المواهب التى تفجرت بشكل مفاجئ لتعبر عن غضبها من حكم جماعة الإخوان ووصف ذلك التصرف ب«التطاول» على تجربة لم تأخذ حقها حتى الآن، قائلا: «إزاى أكتب عن حاجة وأسبق الأحداث، إحنا منقدرش نحكم على مرسى إنه عمل إنجاز أو خرب البلد وهو لسه مكملش سنة حتى، لأ وكمان مش سايبينه يشتغل»، مؤكداً وجود شعراء الإخوان منذ القدم فى عهد مبارك فى الوقت الذى غاب عن الساحة شعراء لهم ثقلهم أمثال عبدالرحمن الأبنودى وأحمد فؤاد نجم، قائلا: «إحنا كنا بنكتب وبنتكلم أيام ما كانوا بيخافوا حتى يسمعوا الشعر مش يكتبوه». تعليق أحد الأصدقاء على صفحته الشخصية بعد أن كتب قصيدته فى هجاء «هشام الجخ»، كان كافياً ووافياً فى أن يشرح ما آلت إليه الأحوال الآن فى مصر، حين كتب «شعر محمد بن جودة بن عدى الخزاعى فى هجاء هشام بن الجخ بن كلاب بن مرة»، هكذا دخلت «المعارضات الشعرية» إلى ساحة النزاع بين الإخوان ومعارضيهم، فالقصيدة التى كتبها الإخوانى «محمد جودة» التى لم تكن الأولى فى الرد على «أنا إخوان للجخ» كانت الأكثر انتشاراً على مواقع التواصل الاجتماعى، وتنافست الصفحات الإخوانية فى نشرها.. لم يكن فى ذهن المهندس محمد جودة الذى كتب القصيدة من باب «المعارضات الشعرية» وقتها أنه سيحل محل الفرزدق فى هجائه لجرير كما شبهه أصدقاؤه. «صحيح زى ما قال الأخ اللى اسمه هشام الجخ، إن كل المسلمين إخوان وكل بنى الوطن إخوان وكل بنى العرب إخوان، وفوق منهم بنى الإنسان، لكنه بيخلط الحابل بالنابل.. (أنا إخوان) دى كلمة ما جتش بالساهل»، الشعر الذى خطه جودة فى الرد على الجخ كان هدفه أيضاً أن يوضح صورة أبناء الجماعة المتقين، المصلين، العارفين حدود ربهم والمدافعين عن الوطن وقت أن كان الجميع خارج الميدان: «أنا اللى من سنين فاتت كنت بتحبس وحدى عشان خاطرك.. وكنت بتجلد وحدى عشان خاطرك.. و بنزل الميدان وحدى عشان خاطرك»، جودة أكد أن «المعارضات الشعرية» جزء من التاريخ الشعرى للعرب وهو المجال الذى اشتهر فيه العرب وبلغوا فيه معجزاتهم، مؤكداً أن السياسة والحكام على مدار العصور كانوا مجالا للشعر ليخوض فيه، وأن هذا ليس جديداً الآن: «أنا رديت على الجخ لأنه استفزنى، ولأواجه حجم الانتشار الواسع للقصيدة، فقد هالنى تشييرها وانتشارها، ما جعلنى أشعر بالغيرة على الجماعة أن تكون مجالا للأخذ والرد دون أن يدافع عنها أحد»، ورغم تعدد القصائد الشعرية المناهضة للجماعة فإن الجخ كان حالة منفردة حسب تأكيد جودة: «الجخ هو شاعر الثورة، ولا تزال قصيدته فى الثورة عالقة فى الأذهان، وبالتالى مردود قصيدته ضد الجماعة كان يجب مواجهته».. «أنا إخوان ومش عايزك تكون إخوان.. ومش لازم تكون إخوان.. لكن عايزك تكون جنبى.. نكمل رحلة الثورة.. نطهر مصر من جوه ومن بره.. نعيش مع بعض ع الحلوة وع المرة.. فلو تقبل يا أهلا بيك.. ولو ترفض أنا الإخوان». الطخ للرد على ابن الجخ وأسهل حاجة إن حقير على مخلص يقل حياه وصعب الفسل يبقى كبير ويحكم فى الأمور بعماه ما حدش قال تكون منا وتتأخون على الصندوق وصاحب الفضل والمنة إلهنا والجميع مخلوق ما حدش قال تكون منا ولا موافق على القرارات وعقلك لو فهم سنه فعارضنا ونبقى اخوات ومن حقك لأى رئيس تقول له فى شعرك المطلوب وعيب ان انت تبقى خسيس وتفهم بس بالمقلوب وعمره فى الأدب ما يجوز تقول من بعد «تسمعنى» (وغصبٍ عن عينيك الجوز على دماغك هترفعنى) وصدقنى دى قلة ذوق وما قدرتش تقولها زمان ساعتها كنت خدت خازوق فليه عامل من الشجعان؟ قصيدتك فيها من ده كتير كأن الانحطاط إبداع وصدقنى بدون تفكير ما بين الشعرا انت بتاع ولو ع السب والتخبيط لمرمطنا اللى جابوا أبوك ولبسناك فى وش الحيط ووياك اللى ما ربوك ولما الشعب يختارنا فمفروض نمشى بهواكم وهو لو ما قدرنا ما كان هملنا واداكم فليه بتقول مهملنى وهو شعبنا اللى اختار وتطلب منه حملنى ما نعرف جد ولا هزار وانت يا جخ لو هتشيل ماهى قدامك الشيلة بكلمة تبنى صرح جميل ولكن نيتك نيلة وعامل ثورجى وبتزيط ولا عندك أدب ولا ذوق ولجل ما تبسط ال(...ميط) بتوطى وتحسب انك فوق وعايز تبقى ودن وعين ونفسى تقول لى مين حاشك وانت لو غراب البين فخليك وسط أوباشك ولو انت صحيح منصف وعينك ع الأصول والحق ما كان جرح البلد ينزف بقولك والصفوف تنشق وعمال ع الرئيس بتهيص كأنك ليك علينا دين ولو انت اللى جبته رئيس ما جبتوش ليه يا ناس حمدين؟ وعمر ما يبقى ريس وحش غير برجولة أتباعه يقولوا عيب لعيل جحش لو لسن على دراعه وإمتى انت اتسجنت وفين؟ ومين جلدك وليه وازاى؟ وشغال كنت لحساب مين؟ وباينك كده نساى ده لو كانوا فى يوم مسكوك وادوا لك ولو قلمين لكنت قفلت ع المسكوك وفى دماغك طلع قرنين ولو انت برىء م الخوف وعايز مصر نبنيها وناس بتحدف المولوتوف فقول كلمه تطفيها ومصر ماهياش الإخوان ولا هى جبهة التخريب ولا جودة ولا الدهشان ولا الجخ وأمين الديب دى مصر كنانة المولى على أرضه بكل يقين وخيرها ناسها بيه أولى وأمتها ليوم الدين ونفسى نعيش هنا فى أمان وبالبركة يفيض النيل لمسلم ماشى بالقرآن وقبطى ماشى بالإنجيل أقول تانى؟ كفاية عليك ولو هتعود نعود تانى وعيب تعمل علينا ديك وانت أرنبة فيرانى أخبار متعلقة: "المعارضة بالشعر" "جرير" الثوار .. فى مواجهة "فرزدق" جماعة الإخوان الجخ.. أشعار تنتقد «الرئيس وعشيرته» قليل الرباية «أنا إخوان»