على طريقة العرب فى تنظيم الشعر للهجوم على الخصم، أخذ الخلاف بين القوى الثورية وجماعة الإخوان المسلمين، منحى جديداً، حيث لم يعد تنظيم المليونيات ولا المظاهرات كافياً لتعبير كل منهما عن رفضه لسياسة الآخر، إذ دخل الشعر كأداة جديدة للصراع السياسى بينهما، خاصة بعد قصيدة «أنا إخوان» التى نظمها الشاعر هشام الجخ ويهجو فيها جماعة الإخوان المسلمين بقوله: «أنا إخوان وكل المسلمين إخوان.. فماتصنفش إسلامى على كيفك.. حقيقتى أقوى من زيفك.. مانيش إخوان على نهجك.. فلم من الدروب همجك.. مش أنت لوحدك الإخوان»، وختم قصيدته قائلاً: «أنا إخوان على الرحمة وعلى التقوى وحب الناس.. لكن عمرى ماهتأخون بأخونتك على الصندوق». ساعات قليلة من صدور القصيدة كانت كافية لجماعة الإخوان المسلمين لأن تطلق شعراءها للرد على القصيدة، بقصيدتين، واحدة تمدح الإخوان ونظام حكمها الرشيد، وثانية تهجو هشام الجخ رداً على قصيدته. استعرض شاعر من المنتمين إلى الإخوان المسلمين يدعى أحمد عبدالرحمن فضل الإخوان فى قصيدة قال فيها: «أنا اللى نزلت فى الشارع.. يوم ما الكل كان خائف يقول كلمة.. كنت أنا بركان.. أنا اللى صاحبى يشتمنى وبيهنى وبيقولى يا خرفان.. وأنا أضحكله وأسامحه وعادى ما أنا تربيت مع الإخوان». أما القصيدة الثانية التى هاجمت هشام الحخ فتقول: «يا اللى بست كل الأعتاب.. واخد الشعر سبوبة.. ريّسنا مهندس دكتور.. فلتة من فلتات الزمان وأعجوبة.. والعك يعرفه اللى جخ واللى بخ واللى انكوى». «استخدام الشعر كأداة للصراع السياسى لم تكن جديدة على الساحة العربية خاصة فى مصر فالحكام كانوا يستخدمون الشعر والشعراء أولاً للتباهى بحكمهم ثم لانتقاد من يعارضهم» هذا ما أكده الدكتور د. محمد أبوالفضل بدران، عميد كلية الآداب جامعة جنوب الوادى وعضو اتحاد الأدباء، وقال: «استخدام الشعر كان منتشراً بشكل كبير منذ العهد الأموى، فالصراع بين الأمويين وآل البيت كان صراعاً شعرياً فى المقام الأول ثم تحول إلى قصائد سياسية لخدمة السلطان». يرصد «بدران» أهمية استخدام الشعر فى الخصومة السياسية فى أنه الأكثر تعلقاً فى ذهن الناس، وقال: «عندما تكون الأفكار ذات إيقاع عروضى شعرى تكون أقرب إلى الناس، فالناس يتذكرون القصيدة أكثر من النثر، كما أن الحكام أحياناً يستغلون حب الناس لشاعر ما لاستخدامه فى دعم أفكارهم».