كان حزنه ثقيلاً لدرجة أعجزته عن الحركة، فاضطر للجلوس فى زاوية قريبة من منزله، يبكى وحده، لا أحد من أسرته سيقترب منه ليربت على كتفيه، ولن تمتد إليه أيادٍ لتمسح دموعه الحارة، فالأسرة كلها يعتصرها حزن وحسرة معجونة بمرارة فقد الأب، عائلها الوحيد، الذى انتهت لحظات حياته الأخيرة أمام أعينهم تحت ضربات السنج والسيوف. عمرو «4 سنوات» هو الابن الأكبر لأسرة فى روض الفرج، شاهد مع والدته، قبل يومين، مصرع والده إبراهيم الراوى «28 سنة» فى الشارع، على يد بلطجية عاقبوه على رفضه التنازل عن محضر حرره ضد أحدهم بسبب اعتدائهم على أسرته بالضرب. الأسرة المكلومة مكونة من 5 أفراد، هم: أب وزوجته تدعى علا أبوالفتوح «25 سنة» و3 أبناء، هم: عمرو «4 سنوات» وسيد «3 سنوات» وهدى «ثلاثة أيام» يعيشون فى غرفة فى عقار مكون من 3 طوابق مسقوف بالخشب آيل للسقوط فى حارة حجازى الوسطانى بروض الفرج. «الوطن» التقت أسرة القتيل، بدا عليهم الحزن الشديد والحسرة من هول الجريمة، وقالت علا أبوالفتوح، زوجة المجنى عليه، إنها لا تعرف للنوم طعماً بعدما شاهدت المتهمين يمزقون زوجها، بائع الأنابيب، بالسيوف والسنج، أثناء قيامه بشراء سجائر وحلوى لنجليهما «عمرو وسيد» اللذين لم يتجاوزا سن ال4 سنوات، وعندما حاولت صد أحد المتهمين، ويدعى «ياسر.ح»، لمنعه من مواصلة ضرب زوجها بمساعدة أشقائه، قام بدفعها على الأرض وهى حامل فى نهاية شهرها التاسع، مما أدى إلى فقدانها للوعى وتم إسعافها فى المستشفى، ونجحت محاولات الأطباء فى إنقاذ جنينها بعد التدخل جراحياً. أضافت «علا» أن زوجها تعرض لتهديدات بالقتل من قِبل المتهمين عندما رفض الاستجابة لهم والتنازل عن المحضر رقم 4312 لسنة 2012 جنح روض الفرج، الذى حرره ضد «حنفى.ى» وزوجته بعد اعتدائهما بمساعدة آخرين على زوجها بالضرب، وقام المتهمون بالتربص بالمجنى عليه وعندما شاهدوه فى الشارع انهالوا عليه بالسباب والشتائم ثم مزقوه بالسيوف والمطاوى أمام المارة والجيران الذين فشلوا فى التصدى للمتهمين. وتابعت «علا» أن زوجها حضر إلى المنزل يوم الواقعة بعد انتهاء عمله ثم قام بتبديل ملابسه ونزل إلى الشارع من أجل شراء سجائر وحلوى لنجليه، وبعد مرور قرابة 10 دقائق سمعت صرخات، فخرجت لاستكشاف الأمر، فوجدت المتهمين يسددون الطعنات لزوجها حتى لفظ أنفاسه الأخيرة فى الحال. أما يحيى الراوى، شقيق القتيل، فيقول إنه فوجئ باتصال من أحد الجيران يخبره بقيام «عائلة حنفى» بذبح شقيقه، فأسرع إلى المنزل فوجد شقيقه ملقى على الأرض وسط بركة من الدماء، وبه أكثر من 5 طعنات فى البطن والصدر وجرح طولى فى الرقبة. وأضاف: «عندما أسرعت للبحث عن المتهمين لم أجد منهم أحداً فعدت إلى مسرح الجريمة حتى حضر رجال المباحث، وأحمد حزين، مدير نيابة حوادث شرق القاهرة، وقاموا بمعاينة الجثة». وعن أسباب الجريمة، تحدث يحيى قائلاً: إن المتهمين يفرضون الإتاوات على أهالى المنطقة، ومن يعترض يتعرض للضرب والتهديد بالقتل، وعندما طلبوا منه وشقيقه التنازل عن محضر حرره ضدهم بعد اعتدائهم عليه بالضرب، بدأوا فى اعتراض طريقه أثناء خروجه لبيع أنابيب البوتاجاز وافتعال المشكلات معه، وكانت دائماً ما تنتهى هذه المضايقات بتدخل الأهالى، حتى قرر المتهمون الانتقام من المجنى عليه بسبب استغاثته بالشرطة. محمد أمين، أحد شهود العيان، قال إنه فوجئ أثناء وجوده فى منزله بالمتهمين يحملون فى أيديهم السيوف والسنج ويقومون بتكسير جميع أبواب الشقق الموجودة فى العقار الذى يقيم فيه إبراهيم الراوى من أجل البحث عنه، وعندما فشلوا فى العثور عليه ذهبوا للبحث عنه فى الشارع بعد علمهم بمغادرته المنزل لشراء بعض احتياجات أسرته. وأضاف محمد أنه نزل عندما سمع صرخات «إبراهيم» فوجد المتهمين الستة، وهم من عائلة حنفى، يحيطون به وينهالون عليه بالطعنات، ثم قام أحدهم بشل حركته حتى سقط على الأرض وتمكنوا من ذبحه أمام الجميع، وعندما حاول الجيران الاقتراب منهم صرخوا فيهم: «اللى هيقرب هانقتله» ثم فروا هاربين. أما رجب على سليمان «52 سنة» ابن عم القتيل، فيقول إن شقيق المتهمين ويدعى سعيد حنفى «هارب» اتصل به وطلب منه الذهاب إلى النيابة من أجل الإدلاء بشهادته، وهى أن المتهمين نفذوا الجريمة بدافع الأخذ بالثأر، فى حين أن والد المتهمين لفظ أنفاسه، منذ 3 سنوات، فى مواجهات مع الشرطة، كما أسفرت هذه الاشتباكات عن مقتل عامل يدعى محمد شيبسى تصادف مروره أثناء الواقعة، وعندما رفض الاستجابة لطلبه فوجئ باتصال آخر من المتهم وهدده بالقتل، وأثناء ذهابه إلى قسم شرطة روض الفرج لتحرير محضر فوجئ بالمتهم يتصل به أثناء وجوده بالقسم وكرر تهديده. وأضاف سليمان أنه أعطى هاتفه إلى ضابط يدعى حسن وسمع بنفسه التهديدات وحرر المحضر رقم 2168 لسنة 2012.