عندما تحدث سكان العقار 71 فى بولاق الدكرور عن جارهم جرجس الذى قتله جاره داخل شقته بالطابق الثالث.. قالوا إن جرحس «كان إنسان طيب ومش بتاع مشاكل، ازاى هيعمل «أسحار» للمتهم وهو كان فى حاله ومالوش فى المشاكل من ساعة ما اشترى البيت من 15 سنة؟ احنا سمعنا صرخاته ولما نزلنا نشوفه لقينا أحمد فى إيده سكّينة وبيدبحه بيها». جرجس زارع وهبة، 36 سنة، استيقظ الأسبوع الماضى على صوت طرقات قوية على باب شقته، وعندما شاهد جاره أحمد واقفاً أمام الشقة أسرع وفتح له الباب ورحب به وأجلسه على كرسى فى الصالة، ودخل المجنى عليه إلى المطبخ ليعد له كوباً من الشاى.. دقائق وفوجئ بأحمد، 26 سنة، يلاحقه داخل المطبخ وقال له: «أنا مش جاى أشرب معاك الشاى أنا جاى اقتلك علشان انت دمرت حياتى بسبب السحر وخليتهم يطردونى من الشغل». وحاول المجنى عليه الهروب من الشقة، فأخرج المتهم سكيناً من ملابسه وحاول قتله إلا أن المجنى عليه بدأ مقاومته، لكن سرعان ما تمكن المتهم من السيطرة على السكين وغرسها فى صدره حتى سقط على الأرض غارقاً فى دمائه، وواصل المتهم جريمته وتمكن من ذبحه، ووقف بجانب الجثة ممسكاً بالسكين الملطخة بالدماء وهو يقول للجيران: «خلّصت عليه وارتحت منه». وعندما حاول المتهم الهرب من مسرح الجريمة تجمع قرابة 8 شباب من سكان شارع شحاتة مراد ووقفوا أمام باب العقار حتى حضرت قوة من قسم شرطة بولاق الدكرور وألقت القبض على المتهم وتم اقتياده إلى القسم والتحفظ على مسرح الجريمة حتى وصل أسامة حنفى مدير نيابة حوادث جنوبالجيزة وأجرى مناظرة لجثة القتيل. «سمعنا صرخات جرجس وكان بيقول: الحقونى.. أحمد هيقتلنى».. بهذه الكلمات سرد الجيران تفاصيل الجريمة، وقالوا إنهم فوجئوا بصرخات جارهم جرجس، وعندما نزلوا شاهدوا المتهم يطعنه بالسكين فى يديه وصدره، وعندما حاولوا إنقاذه وقف المتهم على باب الشقة وصرخ فيهم: «اللى هيقرب منه هموته»، وأشهر السكين فى وجوههم حتى انصرفوا من أمامه، واتصلوا بشرطة النجدة وأخبروهم بمحاولة أحد الأشخاص قتل صاحب عقار فى بولاق الدكرور بعدما احتجزه داخل شقته فرد عليهم أحد أفراد شرطة النجدة بأنهم سيتمكنون من إنقاذه بعدما حصلوا على عنوان العقار وبيانات المتصل، لأن المنزل الذى حدثت فيه الجريمة يبعد قرابة 500 متر عن قسم شرطة بولاق الدكرور. وانتظر الجيران قرابة 15 دقيقة ثم عاودوا الاتصال مرة أخرى بالنجدة الذين أخبروهم أنهم أخبروا قسم شرطة بولاق الدكرور، وبعد مرور نصف ساعة توجه أحد الجيران إلى قسم الشرطة وأخبرهم بالواقعة لكنهم تأخروا فى الانتقال إلى مكان الواقعة أكثر من ساعة حتى تمكن المتهم من تنفيذ جريمته، وعندما حاول أحد الجيران، ويُدعى هشام، من إنقاذ المجنى عليه، بعدما تمكن من كسر الشباك ودخل منه وجد المتهم يقول له: «خلاص أنا دبحته وارتحت منه». «احنا افتكرنا إنها خناقة عادية».. هذه كانت كلمات أحد الضباط الذين انتقلوا لمسرح الجريمة بعد علمهم بخبرها، ثم أخذ الضابط يبرر أسباب تأخرهم فى الانتقال للأهالى قائلاً: «شرطة النجدة أخبرتنا بوجود خناقة بين شخصين، واحنا اتحركنا بسرعة بعدما أبلغنا أحد الجيران بالواقعة». «جرجس كان فى مقام ابونا مش بس اخونا الكبير».. هذه كلمات أمل زارع، 34 سنة، شقيقة المجنى عليه، التى قالت إنها عرفت بالخبر من جيران سكان العقار الذى يسكن فيه شقيقها، وإنها فوجئت يوم الواقعة باتصال من أحدهم يخبرها بأن شقيها مات مذبوحاً، فاصطحبت شقيقاتها الثلاث من بلدتهن فى محافظة المنيا وتوجهن إلى مكان الحادث فى منزله فى بولاق الدكرور ليجدن شقيقهم غارقاً فى دمائه. «أيوه انا قتلته يا باشا علشان بيعمل لى سحر ودمّر حياتى».. بهذه الكلمات برر المتهم تفاصيل جريمته للضباط المباحث الذين ألقوا القبض عليه، وأقر أمام الرائد حسام عباس معاون مباحث قسم شرطة بولاق الدكرور أن المجنى عليه يلاحقه بأعمال السحر مما تسبب فى تدمير حياته وأنه ترك العمل عدة مرات بسبب السحر، وأنه نفذ الجريمة بعدما تأكد من أحد أصدقائه أن المجنى عليه وراء تدمير حياته بأعمال السحر التى تصيبه بعدم الاتزان والقدرة على السيطرة على أعصابه. الصحيفة الجنائية للمتهم أوضحت أنه مسجل خطر وسبق تورطه فى العديد من قضايا الضرب والبلطجة وفرض السيطرة، وأنه سبق أن اعتدى على والده بالضرب بسبب وجود خلافات مالية بينهما، وأنه نفذ الجريمة بقصد الانتقام من المجنى عليه وأنه أعد لها قبل 3 أيام واشترى سكيناً ثم أخفاها فى شقته حتى تأكد من خروج جميع الشباب والرجال من العقار ثم طرق باب شقة المجنى عليه وعاجله بعدة طعنات حتى فارق على أثرها الحياة.