كما هو متوقع تمخضت المشاورات المكثفة والتخبط المعتاد بين مؤسسة الرئاسة ومكتب إرشاد الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة عن إعلان الحكومة المعدّلة بعد استبعاد الكفاءات التى لا خلاف على معظمها واستبدالها ببعض الهواة الذين يفتقرون إلى الكفاءة والخبرة فى تلك الظروف حالكة السواد. حكومة جديدة قد تقود البلاد لمزيد من التردى والانهيار، حكومة تعلى من شأن التمكين والهيمنة لفصيل سياسى على حساب الكفاءات التى تزخر بها مصر فى كل المجالات. وسط هذه الصورة الضبابية، تنبعث طاقة النور عبر المؤسسة الوحيدة الراسخة والتى تستعصى على كل المتربصين فى الداخل والخارج، إنها قواتنا المسلحة العريضة التى نراهن عليها ونثق فى أنها لن تخذلنا أبداً. لقد تابعت بمزيد من الإعجاب والاعتزاز الكلمة الرائعة التى ألقاها الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة، بمناسبة احتفال جامعة المستقبل بأعياد تحرير سيناء والاحتفاء بالقوات المسلحة. لقد نزلت كلمات الفريق أول عبدالفتاح السيسى برداً وسلاماً على المصريين، كلمات صادقة ومعبرة وواثقة تعكس مصداقية قواتنا المسلحة، فالجيش الوطنى يتابع كل شىء وليس له من هدف سوى الحفاظ على كيان الدولة وحماية ترابطها من كل دخيل «لا تقلقوا أيها الشعب العريق، جيشكم يحمى ظهوركم ولن يسمح أبداً باغتيال دولة تمتد جذورها فى عمق التاريخ» لقد أشعلت كلمات الفريق السيسى أفئدة المصريين بما يفتح طاقة الأمل لنجاة هذا الوطن من الفتن والدسائس التى تحاك له «إن جيش مصر هو ملك للمصريين، لا يخضع لأى أهواء أو اتجاهات» هذه التصريحات الرائعة أثارت الفزع فى نفوس بعض الموتورين الذين يريدون إشعال فتنة داخلية تكون القوات المسلحة أحد أطرافها، لقد خرجت تصريحات عدائية من جانب البعض الذين لا يدركون قيمة هذا الوطن وعراقة قواته المسلحة. كان الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل أحد هؤلاء الذين يتطاولون على المؤسسة العسكرية وقياداتها، حيث أصابه الفزع من وقع كلمات الفريق السيسى التى بعثت الطمأنينة فى نفوس المصريين، حيث ادعى أن القائد العام الذى يحظى بثقة عموم المصريين كان «يؤدى دور الممثل العاطفى ليستجلب رضا الناس أن يعوَّلوا على الجيش» وتواكب مع هذا التصريح الغث ما ورد نقلاً عن جماعة السلفية الجهادية فى بيان على موقع «الجهاديون فى مصر»: «إن تجنب المواجهة المسلحة مع الجيش فى هذا التوقيت له أسباب موضوعية لا داعى لذكرها.. وإن الجماعة تعمل لتحصيل أسباب القوة حتى يقضى الله أمراً كان مفعولاً». إن تلك التصريحات العدائية من جانب بعض ضعاف النفوس تؤكد أن القوات المسلحة هى السند الحقيقى لهذا الشعب، وتشير إلى تخوف البعض من دور القوات المسلحة فى الفترة القادمة، والسعى إلى إزاحتها بكل الطرق عن المشهد الداخلى، ولكن ذلك لن يحدث بفضل صلابة الجبهة الداخلية واعتزازها الدائم عبر التاريخ بدور القوات المسلحة وجدارتها. فالقوات المسلحة تترفع دائماً عن الدخول فى مهاترات مع أشخاص أو جماعات مارقة، ولا تقبل التطاول على رجالها الشرفاء، ولا تنجرف إلى معارك وهمية، وإنما تدخل المعارك التى تربحها دائماً. اعتادت القوات المسلحة العمل فى صمت وكبرياء، يبذل رجالها النفس والنفيس لحماية تراب الوطن المقدس من كل دخيل أو مغرور فى الداخل أو الخارج، ينجزون المهام الصعبة دون ضجيج، يراقبون الحدود ويتربصون بالأعداء.. مضرب الأمثال فى الدقة والانضباط والتفانى، ولا عجب فهم خير أجناد الأرض. وعلى مستوى الداخل تساهم الهيئة الهندسية للقوات المسلحة فى إنشاء العديد من الطرق والكبارى والأنفاق المرورية، ولعل آخرها تطوير وتوسعة طريق جوزيف تيتو فى المنطقة الواقعة بين كوبرى الحرفيين حتى الطريق الدائرى، ومحور الفريق سعد الشاذلى الذى يربط الطريق الدائرى بطريق القاهرةالإسماعيلية الصحراوى، كما ساهمت القوات المسلحة فى إنشاء وحدات سكنية مدعومة فى عدد من محافظات الجمهورية، وأقامت مستشفيات ومراكز طبية لخدمة مرضى الأورام فى عشر محافظات، كما أعدت التصميمات الهندسية لمطار سوهاج الدولى، وأسست أكثر من 1800 مدرسة نموذجية و348 وحدة صحية على مستوى الجمهورية دون أى أعباء على ميزانية الدولة، فضلاً عن جهودها فى تنمية سيناء فى كافة المجالات. شكراً للفريق السيسى وقواتنا المسلحة.