معرض الكتاب: انطلاقة هادئة كالعادة.. وشبح "الدولار" يخيف الناشرين

انطلقت اليوم، فعاليات الدورة الثامنة والأربعين من معرض القاهرة الدولي للكتاب بأرض المعارض، والذي يستمر حتى 10 فبراير بمشاركة 670 ناشرا من 35 دولة، وبمشاركة المملكة المغربية كضيف شرف الدورة.
وكعادة اليوم من الأول من العرض في كل سنة، جاء الإقبال ضعيفا للغاية، حيث يفضل الجمهور الابتعاد عن هذا اليوم بسبب التشديدات الأمنية والتأخير في الدخول على البوابات، حيث يحضر حفل الافتتاح رئيس الوزراء ووزير الثقافة، وعدد من الوزراء والمسؤولين الآخرين، فيما يتوقع أن يشهد المعرض إقبالا أكثر كثافة يومي الجمعة والسبت بسبب إجازات العمل الرسمية في الدول.
المخاوف التي داخلت الكتاب والناشرين والقراء، خلال الشهر الماضي بشأن ارتفاع أسعار الكتب الجديدة في المعرض بعد قرار الحكومة المصرية تحرير سعر صرف الجنيه، والذي صاحبه ارتفاع هائل في أسعار الورق المستورد الذي يعتمد عليه الناشرون في الطباعة، صارت تلك المخاوف أكثر حدة ووضوحا.
فالناشرون لا يتوقفون عن مقارنة أسعار كتبهم هذا العام، بأسعار الكتب المطبوعة العام الماضي، وهي كتب من نفس الحجم ونفس عدد الصفحات إلا أن أسعارها زادت بنسب تصل إلى 80%، حيث يقدر أكثر من ناشر تحدثت "الوطن" إليهم في أول أيام المعرض، الزيادة في تكلفة إنتاج الكتاب الواحد ب 100%.
ويقول يوسف ناصف، صاحب دار "المصري" للنشر والتوزيع، في تصريحات ل"الوطن"، إن تكلفة طباعة الكتاب زادت بنسبة 100%، وهو ما يوافقه فيه عارف صالح، مدير دار "العين" للنشر، ويستطرد صالح قائلا إنه رغم زيادة ال 100% في تكلفة الإنتاج، إلا أن أغلب دور النشر رفعت أسعار كتبها العام الحالي بنسبة 30% فقط، مع الاستغناء عن نسبة كبيرة من هامش الربح، في مقابل أن يكون الكتاب قابلا للشراء لأن رفع سعره بنفس النسبة سيصرف القراء عن الشراء دون شك، خصوصا في وقت ترتفع فيه أسعار جميع السلع الأساسية وغير الأساسية وحتى المواصلات.
المسؤولون عن دار "عصير الكتب"، قالوا إن الكتب المستوردة - المطبوعة بالخارج - شهدت ارتفاعا كبيرا في الأسعار وصل إلى 3 أضعاف مرة واحدة، فرواية ك"الجريمة والعقاب" للكاتب الروسي فيودور دوستويفسكي، تضاعف ثمنها من 50 جنيها العام الماضي، إلى 150 جنيها في العام الحالي.
ويرى الناشرون أن ارتفاع أسعار الكتب هذا العام، جنبا إلى جنب مع الحالة الاقتصادية التي تشهد ارتفاعا ملحوظا في أسعار السلع، ستقلل من نسب توزيع الكتب، إلا أن حركة البيع والشراء ستبقى قائمة حتى ولو تأثرت بنسبة ما.