يومكم طيب ك "وجه" بائعة الكتب. يومكم مشرق ك"وجه" بائعة الكتب.يومكم رضا وسعادة وحب وحنين وحنان وصبر وقناعة وايمان ك "قلب" بائعة الكتب. يومكم "سعي إلى الله وتوكل على الله" مثلما تفعل دوماً بائعة الكتب. وهل أتاكم حديث "بائعة الكتب".. هل شاهدتم "طلتها" أمس مع الإعلامي معتز الدمرداش ببرنامجه 90 دقيقة.. هل ركزتم في تفاصيل وكلام وهمسات وضحكات و" نفحات " بائعة الكتب.. إن لم تكونوا قد شاهدتم هذه السيدة.. إن لم تكن شاهدتوها أمس وانشغلتم بمباراة مصر و أوغندا.. أقول لكم أنه فاتكم مشاهدة مصر الحقيقة.. هي مصر التي ظهرت أمس على شاشة المحور.. مصر التي أبكت الجميع.. مصر التي تحب الجميع.. مصر ال " كبيرة ".. مصر التي لا تتراجع ولا تمد يداً.. مصر مرفوعة الرأس ب" كبرياء " 7 الاف سنة.. مصر الأصيلة.. الأبية.. القوية.. المثابرة.. الصابرة.. المقاتلة.. المحبة. فاتكم لقاء السيدة الهام عبد الهادي التي بلغت 73 عاماً وتجلس على رصيف مقابل لجامعة القاهرة.. تجلس.. وتأكل وتشرب وتنام.. ليل نهار.. صيف شتاء.. تعمل هناك.. تبيع كتب وتنفق على أولادها وأحفادها.. في حضن شتاء قارس وصيف حاد..7 سنوات كاملة وهي تناجي ربها من هذا المكان.. تحدثه.. ويستمع اليها.. ويرعاها.. حتى أن مياه المطر " تحيد " عن مكانها وتجد طريقها الى الشارع مباشرة.. حتى انه عندما كانت بعض رجال الشرطة يلقون القبض عليها وتذهب معهم الى النيابة بتهمة " شغل الرصيف ".. ينظر وكيل النيابة الى وجهها الذي يشع نوراً ويقول: " تصرف من سراي النيابة دون ضمان ".. هل تابعتم حين قالت: "في يوم كنت نايمة ومتغطية في فرشتي جنب الكتب اللي بابيعها.. وجدته شاب وفي يده مطواة.. وفي يده الثانية "بقايا مخدرات ".. عرفت انه خارج وعيه.. تأكدت انه يريد شيء واحد.. رفعت وجهي ل السماء وخاطبت ربي وقلت له.. ياربي لو عايز ينال مني ويفعل بي ما يريده.. فاني اسلم له اذ كان هذا يرضيك.. وان لم تكن ترد ان يؤذيني فعليك به.. وفي هذه اللحظة.. وجدت الشاب يسقط أمامي على الأرض.. وهوت المطواة من يدها وانتزع الله روحه ومات على بعد خطوات مني ". هل تابعتم ردها على مدير بيت الزكاة الذي كلفه شيخ الأزهر بأن يبلغها برعاية مؤسسة الأزهر لها.. وهي واحدة من خريجاته في العام 1963.. قالت له: " مش عايزة حاجة.. فيه ناس أولى مني وأهم مني.. روحوا ساعدوهم.. انا فيا صحة وقادرة اشتغل الحمد لله.. باشتغل 16 ساعة في اليوم.. انا مش بأقول مش عايزة تكبر.. ابدا والله.. دي عشان انا مقتنعة ان فيه ناس كتير تحتاج رعاية اكثر مني ". وهل سمعتم ردها على مندوب وزيرة التضامن.. وهل تابعتم رفضها المساعدات.. وهي تقول ل المتصلين الذين بكوا كثيراً وهو يستمعون لردودها بصوت " حنون " وتمنوا جميعاً أن تكون أمهم.. تابعتم وهي تقول: " مش جايا اشحت..انا جيت هنا عشان اقول ل معتز..البقية في حياتك.. معرفتش اعزيه.. في امه.. امه اللي بيحبها كل المصريين.. امه اللي انا حبيتها من سنين.. امه الغالية.. انا محبش اتكلم ولا اطلع في التلفزيون ودي اول مرة في حياتي.. انا جيت هنا عشانها.. عشان الست كريمة مختار ". هل سمعتم ما قالته ل متصل من الشرقية تحدث عن 7 بنات ..يعشن مع أمهن التي ترفض زواجهن ..لا تملك ما تجهز به اي واحدة من البنات ...قالت السيدة ل المتصل :" انا اول من يتبرع لاي من البنات اللي يتقدم لها عريس ..انا انبوبة البوتاجاز بتاعتها عندي ..ويا استاذ معتز ..مش باقولك فيه ناس اولى مني ..والازهر والحكومة يشوفوا الناس دي ". انت سمعتم ..وهل سمعت الحكومة ما قالته السيدة .. سمعت ما بثته من طاقة ايجابية .. من حب .. من حياة .. من روح في قلوب وعقول الكثير .. هل تابعت الحكومة ..هل انتبهت في عام اسماه الرئيس عبد الفتاح السيسي ب" عام المرأة " .. هل تمد الحكومة يدها وتقول لهذه السيدة .. تعالي في مقدمة الصفوف تعالي يا " مصر " وتحدثي الى شبابها المحبط .. المتهالك .. تحدثي الى مؤسساتها .. شبه المؤسسات .. تعالى وتحدثي .. وبثي من جديد الروح والعزيمة والاصرار والتحدي .. تعالي .. فانتي تستحقين ان تكوني الام المثالية لهذا العام .. تستحقي ان تقفي في اول الصفوف بين سيدات 2017 .. تعالي .. يا مصر الابية .. تعالي ايتها الملهمة .. ايتها الواعية .. تعالي ولا تخافي ولا تحزني .. ان فعلتها الحكومة فاهلا وسهلا.. وان لم تفعل ف كفى ب " دموع " المتصلين رسولاً.. وكفى ب قلوبهم التي انتعشت من جديد ان ترتاح وتختار هذه السيدة لتكون " سيدة مصر " في هذا العام. كفي ان الجميع شاهد هذه السيدة وكانها اهدتهم " دهباً " .. كفى ان الجميع شرب من كلامها " شهداً " واكل لقمة من " قمحها " وتعلم من " صبرها " ومن وردها " ذوقوا " منازلهم .. ومن " املها " فسروا مكتوبهم .. ومن " خيرها " اعطتهم " املا" .. ومن ارضها اهدتهم " زهرة " .. ومن " فجرها " اعطتهم " نوراً ". شكراً ل " الهام عبد الهادي " .. شكراً ل عجوز جاوزت ال 73 عاماً .. شكراً لأنها تعمل 16 ساعة يومياً ..شكراً يا مصر .. " مصر " التي كانت ولم تزل على رصيف .. على رصيف ولم تمد ولن تمد يداً .. على رصيف رافعة الرأس ب" كبرياء وقوة وصبر وايمان وتحدي " .. نزلوا جميعاً من السماء .. نزلوا هنا في حضن " مصر " .. في حضن " الهام عبد الهادي ".