يستقيظون في صباحهم يوميًا علي أمل في يوم جديد يكون أفضل من أيامهم السابقه حاملون هموم الحياه معهم، يحملون علي أكتافهم الحقائب، واضعين بها الأدوات المنزليه، الإكسسورات، الملابس، الطرح، ايا كان ما يبيعونه، ذاهبين إلي 'أرصفة ' مصر التي طالما إنتشرت في الأمكان الشعبيه، ليس فقط الشعبيه بل أماكن التظاهرات والأحياء الراقية.. ليجلس كل منهم علي رصيفه المفضل ويبدأ بعرض بضاعته أمام المارة، وتبدأ عجلة الفكر تدور برأس كل منهم ولسان حالهم ينطق 'ماذا سيفعل اليوم بنا إذا عودنا 'إيد ورا.. وإيد قدام '...إنهم البائعون علي 'أرصفة ' مصر.. لذا تجولنا بين عدد من بائعي الأرصفة لرصد تلك الحاله التي يتواجدوا عليها يوميًا والإلتفات إليهم، وهل ما يقال عنهم بكونهم 'بلطجية ' صحيح أم لا؟؟؟. بداية توجهنا إلي منطقة 'العتبة ' بالقاهرة، وحين صعدنا من محطه المترو وجدنا بائعي الأرصفة فكان أولهم رفض التحدث إلينا وقال إذا تريدوا شئ فلتذهبوا ل'كريم '، وكأنه يخشي أن يتحدث إلينا في أي شئ بخصوص عمله. وبالفعل توجهنا إلي 'كريم ' الذي قال أنه 'كبير البائعين ' ، وبدأ حديثه عن طبيعة العمل والواقفين علي الرصيف بالكلام عن وعود الحكومه لهم، فقال ' الحكومة الجديدة أو القديمة أو أي حكومة من أيام مبارك، بتوعدنا بالأكشاك ومفيش أي حاجة، حتي لما بنحاول نطلع رخص للأكشاك دي الحكومة بترفض '. وعن توزيع البائعين علي رصيف محطه 'العتبة ' أوضح ' احنا محددين لكل واحد متر في متر '، وكل بائع علي حسب البضاعة اللي معاه، مشيرًا إن في ذلك الرصيف هناك ناس يتواجدون منذ عشرين عام واولادهم يتوارثون المكان. وأكد ان الحكومة إذا وفرت للجميع اماكن للعمل لن نقف بالطبع في الشوارع قائًلا 'إحنا عاوزين مصلحه البلد، ، بس عاوزين مصلحتنا برضو '. وبعد الإنتهاء من الحديث مع 'كريم ' توجهنا إلي البائع المتواجد في المقابل وكانو يفترش علي الرصيف بضاعته وهي عبارة عن شنط جلد حريمي ورفض من يقف عليها الحديث، وقال ثواني.. واحضر لنا مالك تلك البضاعة الشهير ب'فلافيو ' وقال لنا انه يقف هنا منذ 3 سنوات واضاف 'أصل أكل العيش مُر, والرصيف هنا بقي الطلب فيه مش ولابد، لان اسعار كل حاجه بتغلي، والناس عايزة تاخد الحاجه هنا ببلاش ' أما عن البضاعة التي يقوم ببيعها, فقال أنه يعمل لحساب رجل يقوم بتوزيع البضاعة عليه وعلي باعة آخرين, ويتسلم من البضاعه ويحصل يوميا علي 50 جنيه مقابل عمله اليومي. كما تطرق حديثه إلي سبب عمله كبائع علي رصيف العتبة فقال 'أنا متعلم ومعايا دبلوم تجارة, بس أكل العيش خلاني كدا, بس لو كنت كملت تعليمي ياعالم كنت هفضل عايش ولا زي اللي بيتعلموا ومش بيلاقوا شغل في الآخر', وذكر أنه من المنيا. وانتقلنا من رصيف 'العتبة' إلي رصيف محطة مترو 'جمال عبد الناصر' فإلتقينا ب 'سماح'، فهي متزوجة ولديها طفلين في الخامسة من عمرهم, أما زوجها فهو عامل بسيط يسعي لكسب قوت يومه, لكن راتبه لا يكفي ليُطعم 4 أفراد, فلذلك خرجت إلي العمل, فوجدت شركة ملابس تحتاج لعاملات, فالتحقت بها, لكن لم تستمر طويلًا بسبب صوت الماكينات, وهذا يرجع لمرضها, فهي مصابة بالضغط المنخفض مما يجعلها تشعر بالدوران في أي وقت, فتركت العمل لتبحث عن غيره. فوجدت أمامها أن المترو من أنسب الأماكن لبيع أي شيء, كما أن الناس تتفاعل مع البائعين جيدًا, فقامت بشراء منتجاتها من منطقة الموسكي لتسوقها في عربات المترو, حيث تقوم ببيع الاكسسورات وأدوات المكياج. وذكرت أنها قامت بشراء البضاعة علي حسابها, وأنها لا تعمل لحساب أحد أو ك مندوبة مثل غيرها من البائعين, لأنها تري أن.هذه الطريقة في كسب الرزق أيسر بكثير من العمل لصالح آخر يعطيها 15% مما تجمعه من 'الجري علي رزقها' طول اليوم.