طالبت الدول العربية بضرورة التحرك الفوري لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية، خلال اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، اليوم، والذي جاء بناء على طلب دولة فلسطين والمملكة الأردنية الهاشمية، وذلك لبحث مستجدات الوضع الخطير والمتدهور في القدس، في ضوء تصاعد وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية على مدينة القدس، وأخرها الاعتداءات التي قامت بها على المصلين ورجال الدين المسلمين ورجال الدين المسيحيين، والتي طالت أيضا توقيف فضيلة الشيخ محمد حسين، مفتي القدس الشريف والديار الفلسطينية، لعدة ساعات. وأكد الدكتور نبيل العربي، الأمين العام، أن ما حدث من عدوان على المقدسات هو أمر لا يمكن السكوت عليه، مشيرا إلى أن استمرار إسرائيل في غيها ومواصلتها تنفيذ سياساتها العنصرية عبر السماح للمستوطنين والمتطرفين باقتحام حرمة المسجد الأقصى وارتكاب الانتهاكات بحق الفلسطينيين في القدسالشرقية، سيزيد من حدة التوتر في الأراضي الفلسطينية ويدفع لانفجار الأوضاع بشكل لا يمكن السيطرة عليه. واعتبر الأمين العام، أن الدول العربية أمام هذا الصمت والتجاهل من قبل الأطراف الدولية الفاعلة، وخاصة مجلس الأمن، والتي أكدت قراراته، وأن ما تقوم به إسرائيل في القدس غير شرعي وباطل، ولابد من اتخاذ موقف عربي حاسم وفعال يستند إلى قرارات الشرعية الدولية والشرعية العربية، التي أكدت جميعها على الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، بما في ذلك حقه في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة بعاصمة القدسالشرقية، وآخرها القرارات الصادرة عن القمة العربية في الدوحة في مارس الماضي، وما أقرته من خطوات لدعم صمود القدس والمقدسيين في وجه آلة الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي، مشيرا، في هذا الخصوص، إلى ضرورة توفير الدعم المالي الذي أقرته قمة الدوحة. وأضاف العربي، أنه لابد لمجلس الأمن أن يستصدر قرارا ويطلق تحركا سياسيا ودبلوماسيا جديا ليس فقط لتجديد التضامن مع المقدسيين، ولكن أيضا من أجل تحرك دولي فعال لإرغام إسرائيل على وقف انتهاكاتها المستمرة في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. واستنكر الأمين العام صمت المجتمع الدولي وتعامله مع الاعتداءات الإسرائيلية على أنها مجرد أحداث عابرة. ومن جانبه، شبه مندوب فلسطين بالجامعة العربية، السفير بركات الفرا، ما يحدث للقضية الفلسطينية اليوم بما حدث للعرب والمسلمين عند ضياع الأندلس، مشيراً إلى أن ما ترتكبه إسرائيل ضد المقدسات يعد استخفاف إسرائيلي بالأمتين العربية والإسلامية وبالمجتمع الدولي بأسره، مستنكرا الصمت العربي بقوله "كلما اجتاحوا القدس لا نسمع سوى مظاهرات وشجب، وفي حين يتبرع رجال الأعمال اليهود بملايين الدولارات لدعم تهويد القدس، فبماذا تبرع رجال الأعمال العرب لحماية مدينة القدس؟". وأكد الفرا، أن إسرائيل تسعى لتقنين صلاة اليهود في المسجد الأقصى، على غرار ما حدث في الحرم الإبراهيمي في الخليل، كما منعوا المسيحيين من الدخول لكنيسة القيامة يوم سبت النور، متسائلا حول دلالة تزامن هذا العدوان الإسرائيلي مع زيارة الوفد العربي للولايات المتحدة، وقال "هل هذا رد على زيارة الوفد العربي لواشنطن؟، وهل هذا مماثل لرد إسرائيل على خطاب أوباما بجامعة القاهرة عندما تحدث عن إيقاف الاستيطان فكان الرد هو تسريع وتيرة الاستيطان؟". وطالب السفير الفلسطيني، العرب بتذكر موقف الملك فيصل من هنري كيسينجر خلال حرب أكتوبر 1973، عندما أوضح له أهمية القدس بالنسبة للعرب والمسلمين. واعتبر السفير الفلسطيني أنه بدون زوال الاحتلال لا يمكن أن يتغير الحال الفلسطيني، داعيا إلى حضور سفراء دول الاتحاد الأوروبي لمؤتمر عربي حول القضية الفلسطينية لحشد دعم الاتحاد الأوروبي لإنهاء الاحتلال. وفي نفس السياق، طالب السفير الجزائري نذير العرباوي بمواقف عربية قوية، واصفا الممارسات الإسرائيلية بأنها "دنيئة"، وتابع "سوريا أيضا تعرضت مؤخرا لاعتداء سافر من إسرائيل، أدانته الجزائر وطالبت مجلس الأمن بالتدخل لوضع حد له، الجزائر كانت تحذر من حدوث هذا التطور الخطير في الأزمة السورية وتدعو للحكمة والخروج بحل سياسي عن طريق الحوار للأزمة السورية".