قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن الإسلاميين يعتمدون على شيوخ الفضائيات لجذب جمهور المصريين إلى صفوفهم، وضربت الصحيفة في تقرير لها مثلا بالشيخ "خالد عبدالله" مقدم البرامج على قناة "الناس" والتي وصفته بأنه ليس شيخا حقيقيا لكنه يعمل في قناة دينية لها شعبية كبيرة. ونقلت الصحيفة إحدى مقولات "عبدالله" في إحدى برامجه "في مصر أي شخص ذو لحية يسمونه شيخا"، وأضافت أن عبدالله كان قد اتهم المعارضة المصرية بالشذوذ الجنسي والإلحاد من قبل. ووصفت الصحيفة الشيخ خالد بأنه من أبرز دعاة الفضائيات ومن أسباب فوز الأحزاب السلفية بأكثر من 27٪ من مقاعد البرلمان الماضي، كما أن الفضائيات الدينية دعمت الرئيس مرسي خلال الانتخابات الرئاسية وكذلك حشدت للموافقة على الدستور الذي تم إقراره. وتابع التقرير، أنه خلال أحداث الفتنة الطائفية الأخيرة في الخصوص وبجوار الكاتدرائية والتي أسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص وجه "عبدالله" خطابه للمسيحيين وطالبهم بعد استفزاز المسلمين لأنهم لا يخافون. ونقلت الصحيفة عن "خليل العناني" خبير شؤون الحركات الإسلامية في جامعة "دورهام" في بريطانيا القول: "إن القنوات الدينية هي القوة الناعمة للسلفيين وهي أداة رئيسية لإعادة تشكيل هوية وعقلية كثير من المصريين، وخاصة الطبقات المنخفضة والمتوسطة والدنيا، وتحدث مراسل الصحيفة بالقاهرة مع أحد داعمي حزب النور بالقاهرة الذي أخبره أنه اعطى صوته لحزب النور بناء على برنامج "عبدالله" وأنه ينوي التصويت لحزب النور مرة أخرى. وأشارت الصحيفة إلى أن قناة الناس المملوكة لمجموعة مستثمرين سعوديين بدأت كقناة ثقافية تذيع الأغاني والرقص وبرامج تفسير الأحلام ولكن بعد ستة أشهر لم يتابعها أحد فتوجه رجل الأعمال السعودي "ناصر كدسة" أحد ملاكها إلى "عاطف عبدالرشيد" أحد مؤسسيها في ذلك الوقت ومقدم البرامج الحالي بقناة "الحافظ، وهدده بإغلاق القناة إذا لم تحقق نسبة مشاهدة جيدة فاقترح جنبا إلى جنب مع "محمد عبدالجواد" أحد مديري المحطة تحويل القناة لقناة دينية سلفية وكان هذا شيئا جديدا في ظل الضغوط الغربية على مبارك للقيام بإصلاحات ديمقراطية ما أعطى الاعلام مجالا أكبر للتعبير، ونقلت الصحيفة عن "محمد عبدالجواد" قوله لم أكن أبغي أن أحقق شيئا للدين بل كان هدفي النجاح التجاري. وتابع التقرير أنه تم تقديم القناة بشعار "شاشة تأخذك للجنة" وتم الاستعانة بعدة شيوخ أمثال "محمد حسان" و"حسين يعقوب" و"صفوت حجازي" وبحسب قول "عبدالجواد" خلال عشرة أيام كان نصف العاملين في القناة، أطلقوا لحاهم مثل شيوخ القناة، وفي البداية تسامح نظام مبارك مع القنوات السلفية لأنها ابتعدت عن السياسة، ثم بدأ القلق من شعبيتها فتم إغلاق بعض القنوات، والآن تكتظ قناة الناس بالإعلانات.