تناول الإعلام الأمريكي، الأحداث في سوريا بإنحياز واضح لإسرائيل، وأفردت صحيفة "يو إس توداى" الأمريكية تقريرا مطولا في عددها الصادر أمس، حول الهجوم العسكري الإسرائيلي على سوريا، وبررت الصحيفة العدوان بوجود مخاوف من انتقال صواريخ متطورة إلى حزب الله اللبناني عبر سوريا مستخدمة في ذلك فن "الانفوجراف" الصحفي بوضع صورة تخيلية لأحد نماذج الصواريخ وبجوارها قائمة بالمبررات الإسرائيلية. يأتي هذا فيما فسرت مصادر دبلوماسية عربية، من داخل العاصمة الأمريكية، رد الفعل العربي "الباهت" على الاعتداء الإسرائيلي، الذي تمثل فى بيانات "تنديد" محدوده من عدد قليل من الدول العربية، وهي "مصر، والجزائر، ولبنان" بالإضافة إلى جامعة الدول العربية، بأنه يضع علامات استفهام كبرى حول النشاط الدبلوماسي "العربي- الأمريكي" الذي شهدته العاصمة الأمريكية خلال الشهر الماضي، والذي تمثل في قمة حلفاء أمريكا بالشرق الأوسط، وكذلك لقاء وزراء الخارجية العرب مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ووزير خارجيته جون كيري، نهاية أبريل الماضي، والتي أعقبها زيارة وفد مصري رفيع المستوى إلى طهران ضم مساعد رئيس الجمهورية للعلاقات الخارجية الدكتور عصام الحداد، ورئيس ديوان رئاسة الجمهورية السفير رفاعة الطهطاوي. واعتبرت مصادر في تصريحات ل"الوطن" أن هذه الاجتماعات كانت بهدف تهيئة المسرح الإقليمي للعمل العسكري الإسرائيلي، حيث أعلن أوباما، أن واشنطن تمتلك أدلة على وجود أسلحة كيماوية داخل سوريا تم استخدامها ووجود مخاطر من انتقال هذه الأسلحة عبر سوريا إلى أطراف أخرى. ولفتت المصادر، في هذا السياق إلى أن الزيارة المفاجئة التي قام بها الوفد الرئاسي المصري، إلى طهران كانت تهدف إلى محاولة تحييد إيران، الداعم الأكبر لنظام الأسد وإقناعها برفع يدها عن النظام السوري. وقالت المصادر، إن ردود الفعل العربية والدولية وضعت غطاء للعمل العسكري الإسرائيلي، مشيرا إلى أن الأممالمتحدة اكتفت ببيان عن المكتب الصحفي للسكرتير العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أعرب خلاله عن القلق وطالب جميع الأطراف بضبط النفس، وهو رد فعل ضعيف من الكيان الأممي، يخالف ميثاق الأممالمتحدة ذاتها وما تضمنه من أهداف ومبادىء للمنظمة، وكذلك تصريحات وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيج، الذي طالب الجميع باحترام تحرك إسرائيل لحماية ما أسماه أمنها القومي.