لا تملك في هذا الكون سوى "كرتونة مناديل وكرامتها"، تجلس أسفل كوبري بمنطقة الدقي، من حولها العديد من المدارس التي يدلي فيها الناس بأصواتهم، لكنها لا تكترث، "مش هانتخب حد ولا حد هاينتخبني"، هكذا تحسم الأمر. اسمها ليلى إبراهيم عمرها 65 سنة، تقول: بصراحة مش هانتخب، لأن مفيش حاجة بسطاني ولا عجباني، مش حاسة إني مواطنة ليا قيمة، إحنا ناس على الهامش، باقعد تحت الكوبري وأشوف أكل عيشي، من خمس سنين و أنا هنا، عاملة تصريح بياعة عشان أمشي قانوني. كانت تعيش في منطقة ترب اليهود، لكن متاعبها لم تكن قد اكتملت بعد، تقول: الصيع خدوا عفشي وطلعوني من الشقة يا مولاي كما خلقتني، قعدت في الشارع من ساعتها، في السيدة حبة، وقدام رياسة الجمهورية حبة، وفي جنينة عابدين، وعلى سور باب الخلق، الشارع بتاع الكل والرصيف ملكنا إحنا قبل الدولة، روحت وزارة الإسكان عشان يدولي أوضة، عملولي جواب حالة قصوى و قالولي هاتي خمس آلاف جنيه، بيتريقوا عليا، قال يعني لو معايا المبلغ دا كنت لجأت لهم، ربنا موجود، وآديني من شارع لشارع لحد ما أوصل لحتة أرتاح وأقعد فيها. بيع المناديل ليس الوظيفة الأولى ل "ليلى"، تقول: اشتغلت شغلانات كتير، بياعة في كشك تبع مخابز القاهرة، طباخة، ومساعدة في بيوت، أعلى مرتب خدته 400 جنيه. مطالبها بسيطة، تقول: عاوزين نعيش عيشة كريمة، أنا عاوزة بيت حلال، وفلوس حلال، كفاية إني طلعت من الدنيا يا مولاي كما خلقتني، عشان شوية "عصبجية" كبار وصغيرين، مش متابعة مين مرشح نفسه، اللي ييجي "خير وبركة"، أنا عن نفسي هاقول آمين، اللي هاييجي ويشيل مصر يتحط فوق الراس، لو هايبيع مصر، "شكرا ولكم التحية"، هانفضل في وقف الحال دا على طول، مش عاوزين نبقى سوريا ولا العراق ولا لبنان ولا ليبيا.