لم تمنعهم القمامة وزجاجات المياه الفارغة التي تطفو على مياه "بركة" الحديقة الدولية من السباحة فيها، خصوصا في ظل حرارة الجو اليوم. ما يزيد على 30 طفلا يقفزون في بركة مياه لا تزيد مساحتها على 15 مترا، يحاولون اقناص فرحة "قليلة التكلفة" احتفالا بعيد شم النسيم على طريقتهم. في المناسبات والأعياد تتحول برك الحديقة الدولية، إلى حمامات سباحة شعبية، يتزاحم فيها الأطفال عرايا. عدد منهم يحاول تنظيف البركة من أكياس الشيبسي وزجاجات المياه الفارغة، بينما يتجاهلها آخرون ويمارسون هوايتهم دون أي إحساس بالامتعاض من قذارة المياه. يقف الطفل محمود عزب على حافة البركة، يأخذ نفسا عميقا ويشد قامته، ثم يقفز إلى البركة، ويخفيه عن الأعين لون المياه الغامق، حتى يعود إلى سطح المياه حاملا زجاجة أو أكياسا استقرت في قاع البركة "أنا بنضف حمام السباحة علشان نعرف نعوم فيه، منهم لله الناس اللي بتملاها بالزبالة". فيما يقول حسين على، 13 عاما، "بآجي هنا كتير في الصيف، وبنزل البركة ومحدش بيقولي أخرج منها"، موضحًا أنه تعلم السباحة فيها، خصوصا وأنها البركة الوحيدة التي تسمح بالسباحة جماعيا نظرا لاتساع مساحتها مقارنة بباقي برك الحديقة الدولية. أما إبراهيم عوض، 9 سنوات، فيؤكد أن أسرته تعلم بنزوله البركة، بل ويشاهدون مهاراته في السباحة بها "أنا بنزل البركة كل موسم وفي العيد، وبلاقي دايمًا عيال في البركة فبنزل معاهم، رغم إن باقي البرك جفت مياهها، لكن البركة دي كمان فيها منصة خشبية على طرفها يقفز من فوقها، وكأنها حمام سباحة مجهز" حسب قوله.