نجحت أجهزة الأمن بمحافظتي القليوبية والشرقية، بالتنسيق مع مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية، في تحرير أحد رجال الأعمال المختطفين من أمام مصنعه بمدينة العبور مقابل فديه خمسة ملايين جنيه، بعد معركة بالرصاص مع الخاطفين داخل مزرعة بمدينة الصالحية الجديدة. شاركت في الهجوم ثلاث سيارات مصفطة وقوات من العمليات الخاصة وضباط البحث الجنائي. وما أن شعر الجناة بحصار المزرعة حتى أطلقو الأعيرة النارية بطريقة عشوائية، لكن أجهزة الأمن حرصت على عدم الهجوم إلا بعد التأكد من نفاد ذخيرة المتهمين حرصا على سلامة رجل الأعمال المختطف. وتمكنت القوة من تحرير صاحب المصنع من أيدي الخاطفين، الذين لاذوا بالفرار وسط المزارع، وألقت القبض على والد اثنين من الجناة كان يتولى عملية حراسة رجل الأعمال ليلا داخل المزرعة. وكان اللواء محمود يسري مدير أمن القليوبة، تلقى بلاغا من مأمور قسم العبور يفيد اختطاف أربعة مجهولين رجل الأعمال أشرف عبدالرحمن يعقوب (43 عاما، صاحب مصنع المنار للاستنلس بالعبور)، نجل عبدالرحمن يعقوب عضو مجلس الشورى السابق عن دائرة فاقوس، وذلك تحت تهديد الأسلحة النارية. وعلى الفور تم تشكيل فريق بحث قاده اللواءات أحمد حلمي مدير مصلحة الأمن العام، ومحمد القصيري مدير المباحث الجنائية، وسيد شفيق مدير مباحث الوزارة، وضم العميد هشام خطاب مفتش الأمن العام، والعقيد أحمد الشافعي رئيس فرع البحث الجنائي، وتبين أن المتهمين قاموا بعملية الخطف في الرابعة والنصف عصرا عقب خروج رجل الأعمال من مصنعه تحت تهديد الأسلحة الآلية، واصطحبوه في سيارة إلى مزرعة مهجورة بالصالحية. وتبين من التحقيقات أن الجناة راقبوا صاحب المصنع قبل ارتكاب الجريمة، وحددوا موعد خروجه عصر كل يوم من شركته، وخططوا لاختطافه بالقوة، ثم اتصلوا بوالده وطلبوا فدية قدرها خمسة ملايين جنيه مقابل إطلاق سراحه، وبعد مفاوضات تم تخفيض قيمة الفدية إلى ثلاثة ملايين جنيه. وطلب رجال المباحث مجاراة أفراد العصابة في الحديث وتحديد مكان تسليم المبلغ، وعن طريق مراقبة التليفونات تم تحديد مكان اختباء الجناة، ونجحت أجهزة الأمن بالقليوبية والشرقية في تنفيذ عملية الهجوم وتحقيق عنصر المفأجاة ومباغتة المتهمين داخل المزرعة، وبعد ساعتين كاملتين من تبادل إطلاق الرصاص فجر اليوم، نجحت القوات في تحرير المختَطَف سالما بينما لاذ الجناة بالفرار وسط المزارع. والجناة هم ربيع ج. أ. أ. (من أبوصوير بالإسماعيلية، هارب من حكم بالسجن ست سنوات) ومحمود ع. ف. (عاطل) وسامح ن. ع. وشقيقه محمد (هارب من حكم بالسجن المؤبد)، بينما سقط والد الأخيرين في قبضة أجهزة الأمن. وقال اللواء محمود يسري مدير أمن القليوبية، إن خطورة هذه العملية تمثلت في أهمية تحرير المختطف سالما، لذلك تم التخطيط والإعداد لعملية الهجوم على المتهمين داخل المزرعة بعد تطويق المنطقة أمنيا ومحاصرة الوكر الذي يختبئون فيه، وبالفعل "نجحنا في تحرير رجل الأعمال وهذا هو الأهم بالنسبة لنا، أما الجناة فتم تحديد هوياتهم بالكامل، ومن المنتظر سقوطهم خلال الساعات المقبلة". ووجه والد رجل الأعمال ونائب الشورى السابق الشكر لأجهزة الأمن بالقليوبية، التي نجحت في تحرير نجله بعد أربعة أيام فقط من الواقعة، مضيفا أنه لا يمكن إغفال دور أجهزة الشرطة في تحقيق الأمن للمواطنين. وطالب الجميع بمساندة الداخلية في هذه المرحلة، التي "نحن أحوج ما نكون فيها إلى الأمن والأمان". وقال صاحب المصنع المختَطَف بعد تحريره إنه يسجد لله شكرا بعد نجاح العملية، مشيرا إلى أنه لم يصدق أنه سيعود للحياة من جديد ليرى نجلته الوحيدة، لافتا إلى أن أربعة ملثمين تتبعوه عقب خروجه من المصنع مستخدمين سيارة، وقطعوا الطريق عليه ونزل منها ثلاثة ملثمين، اقتادوه إلى سيارتهم ووضعوا غطاء أسود على عينيه، ولم يشعر بشيء بعد ذلك ثم فوجئ بأنه في منطقة المزراع. وأوضح أنه قبل عملية الاقتحام بدقائق "فوجئت بالجناة يدخلون إلى الغرفة ويقولون إن مصفحات الشرطة بالخارج، ثم فوجئت بتبادل كثيف لإطلاق الرصاص، وبعد فترة حاول الجناة أن يأخذوني بصحبتهم في سيارة لكن أجهزة الأمن نجحت في تحريري في اللحظة الأخيرة".