اقترح الدكتور بطرس بطرس غالي، الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة ووزير الدولة للشؤون الخارجية سابقا، العمل على إيجاد وسيط بين مصر وبعض الدول الأفريقية، خصوصا إثيوبيا، للمساعدة في التوصل لحلول مشتركة تحقق المنفعة المتبادلة وترضي مختلف الأطراف. وأوضح غالي، أنه يتصور أن يكون الوسيط دولة ما تلعب دورا مهما في إفريقيا، أو منظمة دولية كالأمم المتحدة أو مجموعة دول، وأنه من المهم إقناع هذا الوسيط بأنه يقوم بمهمة له فيها مصلحة في ذلك، حتى يقوم بدوره ومهمته. وشدد غالى على أنه لا يجب حل المشاكل والأزمات بأسلوب المواجهات، كما ليس من المصلحة الإضرار بمصلحة أي طرف في مياه النيل أو تعزيز المصالح مع دولة على حساب دول إفريقية أخرى، حيث إنه يسبب ضررا كبيرا لمصر على مستوى القارة الأفريقية. ونصح غالي بأن تلعب الدبلوماسية المصرية دورا فى تعبئة الرأي العام، بالتعاون مع الوزارات الأخرى المعنية مثل الري والزراعة والثقافة والتعليم، لإعادة إحياء الاهتمام الخاص بإفريقيا وأن مصر جزءً من إفريقيا ومشاكلها هي مشاكل مصر، وأنه لا انفصال عن إفريقيا. وقال إن التعامل مع إفريقيا لابد وأن يستلزمه قدرة عالية على معرفة كل شىء بالتفصيل عن إفريقيا وشعوبها وعاداتها، وضرورة أن تشعر مصر الشعوب الإفريقية بأنها دولة إفريقية، وهذا أيضا يجب أن يكون في وعي الشعب المصري الذي يرى أن نهر النيل هو نهر مصري، وليس نهرا إقليميا تشارك فيه دول إفريقية أخرى شقيقة وصديقة. وأكد غالى ضرورة أن ننفتح على الخارج ولا ننغلق وأن تكون قدرتنا متركزة على مواجهة وحل المشاكل في وقت واحد، مشاكل اليوم ومشاكل الغد القريبة، وليس التفرغ لقضية واحدة مثلما حدث في الماضي، حيث كانت القضية الفلسطينية هي جوهر الاهتمام، وواضح أننا تراجعنا عن إفريقيا وصحيح أن القضية الفلسطينية مهمة في قلب الشعب المصري، ولكنها لا يجب أن تكون على حساب قضايا أخرى مصيرية مثل قضية مياه النيل، التي أصبحت قضية ملحة بسبب الانفجار السكاني الذى أصبحنا نعانى منه بشدة.