حينما يسافر فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب إلى دولة الإماراتالمتحدة الشقيقة، يستقبل بحفاوة واحترام تفوق استقبال بعض رؤساء الدول، وتقدم له جائزة الشيخ زايد احتراما وتقديرا لعلمه ومكانته فى قلوب الشعوب العربية. وما أثار انتباهى مثل كثيرين هو اهتمام إمامنا الأكبر بقضية المعتقلين المصريين فى الإمارات، ولمكانة هذا الرجل الوطنى تم الإفراج عن مائة وثلاثة من المعتقلين المصريين، مما عجز غيره عن فعله، مما ذكرنى برحلة الدبلوماسية الشعبية إلى إثيوبيا حينما تقابلنا مع الشعب الإثيوبى الذى يدين لمصر والكنيسة المصرية بتعاليم الديانة المسيحية، ويتفاخرون بأن الكنيسة الإثيوبية خرجت من رحم الكنيسة المصرية، وأن إيمانهم المسيحى إيمان صحيح نتيجه لانتمائهم للكنيسة الأم التى علمت العديد من الدول أعظم مثال فى الوطنية والتعايش واحترام الآخر. وتقابلنا مع العديد من المسلمين من الشعب الإثيوبى وهم يتفاخرون بتعلمهم فى الأزهر الشريف منارة الإسلام الوسطى والتعليم الصحيح لمفاهيم الإسلام السمحة. فالكنيسة المصرية ضربت أعظم مثل فى الوطنية حينما منعت الأقباط من السفر إلى القدس إلا مع إخوتهم من المسلمين على لسان قداسة البابا شنودة الثالث وكان ذلك درسا فى الوطنية والتعايش مع أشقائنا المسلمين فى السراء والضراء. وحينما تضامنت الكنيسة مع الأزهر الشريف فى التصدى لأى عدوان على كليهما إذن لا بد أن نعلم أن مصر ما زالت بخير وأن الريادة سوف تعود إلى مصر مرة أخرى بفضل وحدة الكنيسة والأزهر والعقلاء من الطرفين. وقد استوقفنى أننا بدلاً من أن نستقبل شيخنا الفاضل الدكتور أحمد الطيب بالورود والافتخار يطلع علينا بعض الشباب فى قضية مفتعلة لم تدخل على أى مصرى مخلص. السؤال هنا: هل الموردون الذين يوردون الأطعمة إلى المدينة الجامعية لجامعة الأزهر طوال سنوات سابقة لم تكن أطعمتهم فاسدة إلا فى أقل من شهر تحدث حادثتين بنفس الشكل وبنفس الطريقة؟! وما دخل فضيلة الإمام فى هذا حتى تعلو أصوات المتظاهرين ضده. لن تستطيع تغيير انتماء وحب وتقدير كل المصريين للأزهر ممثلا فى الإمام الأكبر. حينما شاهدت الأوبريت الذى حضره الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع، والكلمات التى أشعل بها أفئدة المصريين وجعل كل الفنانين والمبدعين يبكون لمجرد إحساسهم بلحظة أمل أو طاقة نور لنجاة هذا البلد وأن جيش مصر ملك للمصريين ولا يخضع لأى أهواء أو اتجاهات. فليعلم كل من يحاول تفتيت وحدة هذا الوطن أنه سوف تؤول محاولته بالفشل وسيلقى فى مزبلة التاريخ. حينما يخرج علينا بعض ضعاف النفوس ويحرمون المعايدة على المسيحيين فى أعيادهم فهم بالتأكيد جهلة. ألم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم متزوجاً من مارية القبطية؟.. وهل يجوز للرجل أن يعاشر زوجته ولا يقول لها كل عام وأنت بخير وهو يأتمنها على تربية أبنائه؟. لصالح من إرساء المفاهيم الخاطئة التى تحض على الكراهية وعدم تقبل الآخر؟! ومن هنا تأتى عظمة مصر والمصريين الذين يصرون على إحباط أى محاولة لتفتيت النسيج الوطنى فالجميع مصر على وحدة هذا الوطن وستظل مصر عظيمة ومصدرا للريادة والتنوير ومصدرا لتعليم محبة المسيحية وسماحة الإسلام. تحية إلى كل أفراد الجيش المصرى بمناسبه أعياد تحرير سيناء. وتهنئة لكل أسرة جريدة «الوطن» بمناسبة عيدها الأول. وكل عام ومصر وأقباطها بخير بمناسبة عيد القيامة المجيد.