أكد وزير الداخلية الفرنسي السابق كلود جيان مجددا، اليوم، أنه لم يتلق أي تمويلات من ليبيا، وذلك بعد اكتشاف مبلغ نصف مليون يورو في حسابه المصرفي. وأوضح جيان، في تصريحات لقناة "كنال بلس" الفرنسية، أنه لم يقم يوما بعملية "تبييض أموال"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه لم يشهد على عملية "تداول تمويلات ليبيا لصالح حملة انتخابية لأي من الأشخاص". وأشار إلى أن الأموال التي يمتلكها هي حصيلة "معاملات خاصة"، بعد أن باع عددا من اللوحات الهولندية عام 2008. وكان الوزير الفرنسي السابق، المقرب من الرئيس السابق نيكولا ساكوزي، برر في تصريحات سابقة مصدر هذه الأموال بأنها مكافآت حصل عليها بينما كان يشغل منصب وزير الداخلية في عهد ساركوزي. ويدور الجدل في العاصمة الفرنسية حول مصدر الأموال التي اكتُشفت بحوزة وزير الداخلية السابق، بعدما فتح القضاء الفرنسي تحقيقا بشأن الكشف عن أدلة جديدة تثبت تورط العقيد الليبي الراحل للحملة الانتخابية للرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي عام 2007. وذكرت الأسبوعية الفرنسية "لوكانار أونشينيه"، في عددها الصادر اليوم، أن المحققين في النيابة العامة لباريس اكتشفوا، خلال عملية تفتيش جرت في فبراير الماضي في إطار التحقيق بشأن قضية التمويل الليبي، مبلغا يقدر بأكثر من نصف مليون يورو قادم من خارج البلاد لحساب بنكي باسم وزير الداخلية السابق. كما أشارت الصحيفة إلى أن الشرطة رصدت أيضا دلائل حول عمليات دفع فواتير عديدة ومتتالية "نقدا". وكانت قضية تمويل العقيد الليبي السابق لحملة ساركوزي في 2007 عادت إلى الواجهة مجددا في نهاية فيراير الماضي على الساحة الفرنسية. وعادت القضية إلى الساحة السياسية والقضائية الفرنسية بعد أن كشف مصدر قضائي فرنسي أن محققين فتشوا منزل ومكاتب وزير الداخلية السابق في عهد الرئيس الفرنسي السابق كلود جيون، في إطار التحقيق الأولي الذي فتحته العدالة الفرنسية، بشأن الاتهامات حول التمويل غير الشرعي من قبل القذافي للحملة الانتخابية لساركوزي في 2007. وقال مصدر مقرب من التحقيقات حينها إن "منزل ومكاتب الوزير السابق المتواجدة بباريس تم تفتيشها، في إطار التحقيق القضائي الذي تم فتحه بناء على دعوى قضائية رفعها ساركوزي ضد موقع (ميديا بارت) الإخباري، الذي نشر في مايو من العام الماضي وقبل جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية الفرنسية وثائق منسوبة للزعيم الليبي، تكشف مساهمة ليبيا بمبلغ 50 مليون يورو في تمويل الحملة الانتخابية للرئيس السابق نيكولا ساركوزي". وأوضح المصدر نفسه أن التحقيق تم توسيعه في يناير الماضي، بهدف السماع للوسيط الفرنسي اللبناني (رجل الأعمال المقرب من ساركوزي) زياد تقي الدين، الذي قال إنه "يملك وثائق تثبت تمويل القذافي للحملة الانتخابية لساركوزي". وأشار تقي الدين حينها إلى أن عدة لقاءات جمعت المستشار الخاص لمعمر القذافي وكلود جيون وزير داخلية ساركوزي.