يتفق خبراء العسكرية والاستراتيجية على قدرة الجيش على التصدى للجماعات المتطرفة والتيارات الإسلامية المتشددة والسيطرة عليهم، فى حالة تنفيذ تهديداتهم باستخدام السلاح والعنف، فى مواجهة المؤسسة العسكرية ومؤسسات الدولة، إذا ما عاد الجيش للمشهد السياسى، وتولى إدارة أمور البلاد، فيما يختلفون حول فرضية تأزم الأوضاع، وزيادة الاضطرابات والانفلات الأمنى، التى قد تستدعى تدخل الجيش لحفظ الأمن فى البلاد، وحماية الحدود والأمن القومى، أو الانقلاب العسكرى، أو إجراء انتخابات رئاسية مبكرة. فالبعض يستبعد عودة الجيش للحياة السياسية وإدارة شئون البلاد، بينما يرفع آخرون من سقف توقعاتهم بعودة الجيش قريباً، والتصدى لعنف الجماعات، التى تتستر أهدافها وراء حماية السلطة الشرعية والمنتخبة، مؤكدين على أن الجيش يستطيع السيطرة على تلك الجماعات والتيارات ومواجهتها بقوة وحزم، وبالقانون أيضاً، مشددين على أن المؤسسة العسكرية لن تتبع وقتها أسلوب «الطبطبة» والاكتفاء بفرض حظر تجوال، وإنما مواجهة الموقف بشدة، شريطة دعم ومساندة الشعب، والتوافق الوطنى على عودة الجيش إلى صدارة المشهد.[FirstImage] يقول اللواء طلعت مسلم، الخبير العسكرى، إنه من المحتمل أن يعود الجيش للمشهد السياسى، إذا ما تأزمت الأوضاع وزادت الاضطرابات، التى تعمل على الإخلال بأمن الوطن والمواطنين، مشيراً إلى أن الجيش سيختلف فى أسلوبه وطريقته لإدارة الأمور عن المرات السابقة، التى تدخل فيها فى الحياة السياسية، ولم يستخدم السلاح أو يطلق الرصاص على أحد، رغم كل التطاول الذى وقع على المؤسسة العريقة. مضيفاً: حال تولى الجيش إدارة أمور البلاد، من المتوقع أن لا تفوّت التيارات الإسلامية وخاصة المتشددة منها الأمر بسهولة، علماً بأن الكثير من هذه التيارات يحملون السلاح ويضعون نصب أعينهم استخدام هذا السلاح ضد الدولة، حال سقوط نظام الإخوان والرئيس مرسى، ما قد يتسبب فى إراقة الدماء، لكن الجيش يستطيع السيطرة عليهم ومواجهتهم وحماية أمن البلاد والمواطنين من تلك التيارات. ويؤكد: القوات المسلحة قادرة على التصدى للتيارات الإسلامية وتطبيق القانون عليهم بكل حزم فى حال استخدامهم للسلاح والعنف، لافتاً إلى أن النظام الحالى فشل بكل المقاييس فى إدارة البلاد وتحقيق التوافق الوطنى. اللواء سامح سيف اليزل، الخبير العسكرى رئيس مركز الجمهورية للدراسات السياسية والأمنية، مع المتوقعين عودة الجيش للمشهد السياسى، لأن القوات المسلحة أعلنت تحمل مسئولياتها أمام الوطن والشعب، وأقرت أكثر من مرة بأن بُعدها عن المشهد لا يعنى تجاهل ما تشهده البلاد من أوضاع، حسب قوله، كما أنها تلاحظ عن كثب ما يدور فى البلاد لأنها جزء أصيل من هذا الوطن، مشيراً إلى أن الجيش يستطيع السيطرة على التيارات الإسلامية التى قد تحمل السلاح وتستخدم العنف، اعتراضاً على عودة المؤسسة العسكرية للمشهد السياسى. محذراً: على من يطلق تصريحات باستخدام العنف والسلاح ضد الجيش حال توليه إدارة البلاد، خاصة التيارات الإسلامية، أن يعيد التفكير فى تلك التصريحات قبل إصدارها، مشدداً على أن الجيش قادر على الدفاع عن الوطن ضد أى أخطار أو تيارات سواء كانت فى الداخل أو فى الخارج. ويصف سيف اليزل التهديدات باستخدام العنف ضد القوات المسلحة إذا عاد للحكم بأنها «هدّامة» ومرفوضة، وتهدف لزعزعة ثقة الشارع والرأى العام فى المؤسسة العسكرية، لافتاً إلى أن القوات المسلحة لن تسمح بذلك خاصة أن هذه التصريحات والتهديدات عادة ما تزيد الثقة فى الجيش المصرى وردود الأفعال دائماً تأتى بالعكس من المستهدف منه. مختتماً -كسابقيه- بأن الجيش يستطيع السيطرة على الموقف إذا ما تطلبت الأوضاع ظهوره مجدداً، فى إدارة البلاد والحياة السياسية، قائلاً: حال استدعت الأوضاع نزول الجيش للشارع فإن القوات المسلحة مدربة جيداً ولديها من الأسلحة والقادة ما تستطيع به السيطرة على الأوضاع. اللواء عبدالمنعم كاطو، الخبير الاستراتيجى، يتفق مع القائلين بأن القوات المسلحة قادرة على التصدى لأى أعمال عنف، والسيطرة على أى جماعة أو تيار يحاول استخدام السلاح، مشيراً إلى أن القوات المسلحة لا تسعى للعودة للمشهد السياسى، إلا أنها تراقب الأوضاع باستمرار، طبقاً للدستور الذى خوّلها حماية البلاد، مؤكداً أنها ستتدخل فى الوقت المناسب لحفظ الأمن والاستقرار، وليس لصالح جهة أو فئة بعينها. ويضيف: الجيش نجح فى استعادة كفاءة قواته القتالية، عقب اهتزازها بسبب وجودها فى الشارع بعد الثورة، كما نجح فى زيادة التسليح والتطوير، خلال الأشهر الماضية، مشدداً على أن الجيش لا يسعى للتدخل فى الأوضاع السياسية، إلا فى حالة وجود تهديد للأمن القومى، قائلاً: وقتها ستتولى المؤسسة العسكرية مسئولياتها تجاه الوطن، وتتصدى للمخربين والداعين للفتن. ويؤكد «كاطو» أن القوات المسلحة لا تعتد بأى تهديدات، كالتى أطلقتها بعض التيارات، بحمل السلاح واستخدام العنف، حال عودة الجيش إلى الشارع، بزعم حماية السلطة الشرعية، مشيراً إلى أن الخبرة أثبتت أن مطلقى تلك التصريحات والتهديدات ضعفاء يحاولون الاستقواء بكاميرات التليفزيون، معلقاً «لو كانوا أقوياء ويستطيعون فعل ما هددوا به، ما أطلقوا التهديدات هباءً». ويقول: حال عودة القوات المسلحة للمشهد السياسى وإدارة شئون البلاد لأى ظروف أو أسباب، يستطيع الجيش التصدى لأصحاب تلك التهديدات، والسيطرة عليهم بسرعة وسهولة. معتبرا أن إطلاق تلك التهديدات للقوات المسلحة يستهدف تخويف وإرهاب المواطنين والمؤسسة العسكرية، معلقاً «لكنه أسلوب الضعفاء ولن يجدى نفعاً مع قواتنا المسلحة».