سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
دراسة لمركز بحوث بحرينى: قطر تستخدم «الإخوان» لمواجهة السعودية الدوحة انطلقت من مقولة مؤسس المملكة بأن «الدين طائر حر.. من صاده اصطاد به».. وصنعت من الجماعة «وهابية منزوعة الدسم»
كشفت دراسة خليجية أعدها مركز الدراسات والبحوث السياسية بالبحرين أن ثمة تنافسا بين المملكة العربية السعودية وقطر للسيطرة على المنطقة، وأن كلتا الدولتين تعتقد أن الدين هو أهم متغير من خلاله يمكن السيطرة وتحقيق الطموحات الإقليمية. وتنطلق الدراسة -التى تسعى لتفسير العلاقة التى تربط قطر بالحركات الإسلامية فى منطقة الشرق الأوسط وتحديدا تنظيم الإخوان- من مقولة لعبدالعزيز بن سعود (مؤسس الدولة السعودية)، وهى: «الدين طائر حر من صاده اصطاد به»، ومن هنا قامت المملكة العربية السعودية بدعم الحركة السلفية فى المنطقة وأصبحت تلك الحركات ولاؤها التام للمملكة وهو الأمر الذى انطلقت منه أيضاً قطر. وترى الدراسة أن قطر تريد فعل نفس الشىء وتريد إحداث حالة من التنافس مع المملكة العربية السعودية، فإذا كانت المملكة أخذت السلفيين لصالحها فإنها بحاجة إلى تدعيم تيار دينى يخدم مصالحها هى الأخرى ويضعها فى صدارة المنطقة، فما كان أمامها إلا تنظيم الإخوان، والذى استطاعت أن توظفه لخدمة مصالحها ولكن وفق عدة محددات على رأسها أن هذا التنظيم لا يرعى ولا يعمل فى دولة قطر، بل إنه يسير فى فلك الأسرة الحاكمة، بدليل أن الدكتور يوسف القرضاوى -الذى يعيش فى دولة قطر- يوجه النقد كيفما شاء لأى دولة ما عدا قطر، كما أن الإخوان يخدمون مصالح قطر المتمثلة فى تبوؤ صدارة المنطقة ولعب دور إقليمى يفوق دور المملكة العربية السعودية. ولذلك فهى بحسب الدراسة تدعم الإخوان فى كل مكان لموازنة معادلة المملكة العربية السعودية والسلفية المصرية «فالإخوان بالنسبة لقطر سلفية ولكنها بصناعة قطرية». وتصف الدراسة خطة قطر بالقول إنها عملت على خلق وهابية جديدة وصفتها بالوهابية «منزوعة الدسم» أو «الوهابية الناعمة»، وهى الوهابية التى نجحت قطر فى أن تحافظ على حصرها فى مجالات محددة مثل المساجد ووزارة الشئون الإسلامية، ولم تسمح لعناصرها بأن يكونوا ناشطين على الساحة القطرية أسوة بنظرائهم فى الكويت أو البحرين. كما أن المشهد الدينى فى قطر، بحسب الدراسة، لا يمكنه أن ينافس حضور العائلة الحاكمة، وقطر باستثناء «القرضاوى» الذى يمثل الخارج أكثر من الداخل، تخلو من رجال دين ناشطين فاعلين ومثيرين للجدل، فقطر بدون رموز إسلاميين. وتذهب الدراسة إلى أن الانتخابات البرلمانية التى شهدتها مصر بعد الثورة وجاءت بالسلفيين فى المركز الثانى أسالت لعاب قطر أيضاً للسيطرة عليهم وجذبهم إليها بدلا من السعودية مثلما هو الحال مع الإخوان ولذلك تحاول قطر إبراز وجه سلفى لها فى أكثر من مناسبة متمثلة فى بناء مسجد «محمد بن عبدالوهاب»، مؤسس الحركة الوهابية السلفية، وتنظيم مؤتمر للسلفيين فى الدوحة، وهو ما ردت عليه السعودية بمؤتمر مماثل وانتقدت فيه قطر.