ما كل تلك الفوضى النى نعيشها فى شتى أنحاء الشرق الأوسط؟ هل هى الفوضى الخلاقة التى بشرتنا بها أمريكا لإنتاج ما يسمى الشرق الأوسط الجديد، هذا المولود الذى كلفنا الكثير!! هذا المصطلح فى حد ذاته يدعو إلى التساؤل هل الفوضى قادرة على إنشاء كيان جديد؟ وما سر زعم إسرائيل بأنها دولة دينية ومحاولة تصدير هذا المفهوم إلى دول المنطقة؟ إن إجابة هذه التساؤلات تجعلنا نقف أمام الظروف التى أدت إلى نشأة دولة إسرائيل.. فلنتذكر عائلة روتشيلد اليهودية الثرية التى اشترت قناة السويس من الخديو إسماعيل وأيضاً اشترت فلسطين كوطن لليهود إثر وعد «بلفور» الذى هو ذاته أصدر قراراً بعد دخول اليهود إلى إنجلترا فى بداية القرن العشرين، قد يبدو الأمر مثيراً للدهشة. فى واقع الأمر، فإن نشأة دولة إسرائيل كانت على خلفية الحرب العالمية الأولى التى أدت إلى غياب الإمبراطوريات الأوروبية العتيقة، مثل الإمبراطوريات الروسية والنمساوية المجرية والألمانية، فضلاً عن الضعف الشديد الذى أصاب الإمبراطورية البريطانية، ناهيك عن زوال دولة الخلافة الإسلامية العثمانية على أنقاض تلك الإمبراطوريات، وهنا ظهر العملاق الأمريكى كحاكم للعالم الذى استمد قوته من لعبة يهودية.. وهنا أصبحت أوروبا مضطرة أن تدفع ديون تكلفة حربها للبنوك الأمريكية التى أطعمتهم طوال سنين الحرب، واشترطت تلك البنوك على أوروبا أن تدفع ديونها بالذهب، وليس بأى عملة أخرى، الأمر الذى أدى إلى امتلاك أمريكا أكثر من 40% من ذهب العالم، ونقل اليهود ثقلهم السياسى إلى أمريكا، ومن أجل توطيد حكم أمريكا فكروا فى إقامة حكومة واحدة تحكم العالم كله لصالحهم، وكانت عصبة الأمم التى أصبح اسمها فيما بعد «الأممالمتحدة» التى أضفت الشرعية على إنشاء الدولة اليهودية عام 1948، ومنذ هذا الوقت ظهرت قوة الحكومة الواحدة التى تحكم العالم لصالح دولة اليهود. هل أصبح الهوس الدينى اليهودى المحرك لكل ما يحدث فى الشرق الأوسط؟!! «وللمقال بقية»