قال الفريق عبد العزيز سيف الدين، رئيس الهيئة العربية للتصنيع، إنه إذا توافرت الإرادة الصادقة، نستطيع أن نحقق المستحيل لأننا نملك التاريخ والحضارة، وقبلهما الإنسان المصرى، والذى يملكهما ويستطيع أن يملك المستقبل. جاء ذلك فى أول مؤتمر صحفي له مع المحررين العسكريين، تزامنا مع الذكرى ال 38 لإنشاء الهيئة العربية للتصنيع. وأكد عبدالعزيز على استمرار المهمة الأساسية والوطنية للهيئة فى توفير معدات الدفاع وأنظمة التسليح المتقدمة لوزارة الدفاع والشرطة كأسبقية أولى مع استغلال فائض الطاقة المتاحة بشركات الهيئة فى تلبية احتياجات المواطن من المنتجات المدنية عالية الجودة ولتصدير الفائض للدول العربية والأفريقية، حيث تمتلك الهيئة قاعدة تكنولوجية هائلة فى مجال الإنتاج الصناعى، إضافة إلى الكوادر البشرية عالية التأهيل قادرة على الإبداع والبحث والإبتكار. وعن وضع الهيئة القانونى فى الوقت الحالى واستمرار وضعها الدولى على الرغم من عدم انضمام أي من الدول العربية طيلة هذه المدة، أشار الفريق سيف الدين إلى أن الهيئة جسدت منذ تأسيسها فى العام 1975 الحلم العربى فى إقامة صناعة حربية عربية قادرة على تلبية احتياجات البلدان العربية من الأسلحة والمعدات فهى إحدى ثمار انتصارات حرب أكتوبر وتجسدت فيها أفضل صور التعاون والتفاهم العربى بين دول عربية وهى السعودية والإمارات وقطر ومصر، إلا أن هذا الحلم العربى لم يستمر طويلاً بسبب توقيع مصر معاهدة السلام فجمدت الدول العربية المشاركة عضويتها فى الهيئة وتحملت مصر على عاتقها مسؤولية استمرار نشاطها بذات لوائحها وبصفتها الدولية. وأضاف رئيس الهيئة أنه لولا وجودها بهذه الصفة المستقلة والدولية، والتى أتاحت لها استقلالية اتخاذ القرار والانطلاق لما كانت بهذا الوضع، الذى أدى إلى زيادة عدد مصانعها من ( 4 ) مصانع منذ إنشائها إلى ( 12 ) مصنعا، إضافة إلى أن الهيئة تعتمد على مواردها دون الحاجة إلى دعم من الدولة حتى أنه لم يخصص لها أى مبلغ مالى من موازنة الدولة طوال تاريخها. وأشار الفريق عبد العزيز أن لوائح وقوانين الهيئة المستمرة منذ انشائها تفتح الباب لانضمام أى دولة عربية فى أى وقت دون أن يتطلب ذلك إعادة وصياغة قوانين ولوائح جديدة. وفيما يتعلق بأهم المشروعات العسكرية بالهيئة، أوضح سيف الدين أنه بعد نجاح برنامج التصنيع المشترك لعدد ( 120 ) طائرة تدريب متقدم طراز K8E بمستوى كفاءة عالية بمصنع الطائرات، بالتعاون مع شركة كاتيك الصينية لسد احتياجات القوات الجوية المصرية من هذا النوع من طائرات التدريب المتقدم، يتم حاليا دراسة زيادة أعداد الطائرات المنتجة على ضوء رفع نسبة التصنيع المحلى لهذه الطائرة، كما أن هناك بعض المشروعات العسكرية الناجحة بالهيئة مثل RPG7 وهو نظام تسليح خفيف الوزن يتكون من قاذف محمول يطلق من على الكتف ويتم استخدام هذا القاذف لإطلاق خمسة أنواع من المقذوفات الصاروخية التى تتميز باستخدامها نفس المحرك الصاروخى، وهناك العربة فهد المدرعة 4x4 متعددة الاستخدامات ذات القدرة العالية على عبور الكثبان الرملية الناعمة، كما يتم إنتاج عدة طرازات منها لتلائم الكثير من المتطلبات العسكرية المختلفة كما تصلح لأغراض القتال والإسعاف ونقل الجنود، إلى جانب الصاروخ صقر 45 وهو من عائلة المدفعية الصاروخية عيار 122 مم ويستخدم بفاعلية كبيرة للقذف المساحى على مسافات 45 كيلو متر ويتميز بدقة الانتشار ويتم إطلاقه من قواذف متنوعة. كما تقوم الهيئة بإجراء عمرات إصلاح واختبار المحركات المكبسية لعدة طرازات خاصة بطائرات الهليكوبتر والجروب، إضافة إلى إصلاح واختبار المحركات التوربينية للطائرات والدبابات مثل محرك أستازو الفرنسى للطائرات الجازيل والمحرك جنوم الإنجليزى للطائرات الهليكوبتر طراز كوماندو وسى كنج وغيرها. وفيما يخص أهم المنتجات والمشروعات المدنية ذكر سيف الدين عدة مشروعات منها مجال الطاقة الجديدة والمتجددة والذى نجحت الهيئة فى الإستثمار فيه وأنشات محطة طاقة شمسية تجريبية وتخطط الهيئة لزيادة قدرتها خلال عام 2013 من خلال زيادة نسبة المكون المحلى من 30% فى المرحلة الأولى لتصل إلى( 40 – 45 %) للمرحلة الثانية بالإعتماد على كوادر الهيئة المؤهلة للقيام بإعداد كامل الوثائق التصميمية والإنشائية للمحطات الشمسية المتصلة وغير المتصلة بالشبكة القومية للكهرباء، والتى تناسب المجتمعات العمرانية فى المناطق الصحراوية، وكذا المنتجعات السياحية البعيدة عن الشبكة القومية للكهرباء. وأشار رئيس الهيئة إلى أنه يتم حاليا توطين تكنولوجيات تصنيع معدات طاقة الرياح بهدف إنشاء صناعة محلية قوية حيث تم التعاقد مع إحدى الشركات الألمانية العالمية لنقل المعرفة الفنية وتكنولوجيا تصنيع وإنتاج توربينات الرياح. وأضاف الفريق عبد العزيز أنه تم خلال الربع الأخير من عام 2012 تركيب وتشغيل أول توربينتى رياح بقدرة إجمالية 3ميجاوات بمزرعة الرياح بالزعفرانة وربطهما بالشبكة الموحدة للكهرباء وذلك بالتنسيق مع هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، كما أنه يتم حالياً الإعداد لإنشاء المرحلة الأولى من مصنع توربينات الرياح بطاقة إنتاجية سنوية 100 توربينة. وفيما يتعلق بالتعاون مع وزارات ومؤسسات الدولة المختلفة أشار رئيس الهيئة إلى التعاون مع وزارة الصحة حيث تنتج الهيئة حضانات للأطفال المبتسرين والتى يعانى السوق المصرى من نقص شديد فيها لإرتفاع تكلفتها وقد تم تشغيلها وتقييمها بالعديد من المستشفيات ويتم متابعتها دوريا، وأكد سيادته على حصول إنتاج الهيئة من الحضانات على علامة الجودة الأوروبية CE Mark مما يؤهلها للتصدير للخارج. وأشار الفريق سيف الدين إلى بروتوكول تعاون مع وزارة التموين فى مجال مشروع صوامع تخزين الغلال وتصميم وتصنيع وتركيب خطوط إنتاج الخبز البلدى آليا لأول مرة بمصر وتصميم منظومات نقل وتداول الحبوب الغذائية. وذكر رئيس الهيئة أوجه التعاون مع وزارة البيئة فى مجال معدات النظافة وتدوير المخلفات ومصانع تحويل القمامة إلى سماد عضوى وفى هذا الصدد أشار سيادته إلى أن الهيئة تقوم بهذا الدور منذ فترة طويلة ولاتزال مستمرة فى هذا الإتجاه وعلى إستعداد لتلبية كافة متطلبات المحافظات من المعدات وبما يخدم هذا التوجه. وأضاف أن الهيئة تساهم فى الحفاظ على البيئة فى مجال تصنيع نظم الإحتراق النظيف ونظم قمائن الطوب التى تعمل بالغاز الطبيعى بالتعاون مع شركة تاون جاس. وفى مجال الصناعات الاستراتيجية، ذكر الفريق عبد العزيز مجالات التعاون مع وزارة النقل فى مجال السكك الحديدية ومترو الأنفاق والترام، وأشار إلى تصنيع عدد 212 عربة مكيفة من الصلب بقيمة 2 مليار جنيه لسكك حديد مصر، فضلاً عن 7 قطارات مترو أنفاق للمرحلة الثانية للخط الثالث و 20 عربة توليد قوى و 60 عربة ترام الرمل بالإسكندرية و3 عربات مترو أنفاق للخط الأول، وأضاف أن هناك مشروعات لعدد 336 عربة ركاب درجة ثانية، و20 قطار مترو مكيف للخط الأول. وأشار الفريق عبد العزيز إلى عدة مشروعات مدنية حققت فيها الهيئة نجاحات متعددة ذكر منها تصنيع وتجميع السيارات الشيروكي والرانجلر بالتعاون مع الجانب الأمريكى وتجميع السيارة تويوتا فورتشنر بالتعاون مع الجانب اليابانى، وذكر سيادته نجاح الهيئة فى تجميع لوادر الخدمة الشاقة لمختلف أنواع الأراضى والمناطق الوعرة. وأكد رئيس الهيئة على الدور الناجح فى تلبية إحتياجات شركات نقل الغاز من خلال إنتاج العديد من وصلات الغاز المختلفة بترخيص من شركة راديوس الإنجليزية، ومواسير البولي ايثلين مختلفة الأقطار . وأشاد الفريق عبد العزيز بمشاركة الهيئة فى المشروعات الحيوية من خلال تصنيع محطات تنقية مياه الشرب ومحطات تحلية مياه البحر ومحطات معالجة مياه الأبار وإزالة أملاح الحديد والمنجنيز ومحطات معالجة مياه الصرف الصحى والصناعى ووحدات معالجة مياه الصرف البتروكلير المستخدمة فى محطات تموين السيارات. وفيما يخص المجالات الصناعية الحديثة ذكر سيادته إلى نجاح الهيئة فى تصنيع المحابس اللازمة للشركات الصناعية فضلاً عن توفير خدمة الإصلاح والصيانة، إضافة إلى تصنيع طلمبات الضغط العالى ووحدات استعادة الطاقة لمحطات تحلية مياه البحر التى تعمل بتكنولوجيا التناضح العكسى، وأكد سيادته على إلتزام الهيئة بزيادة عمق التصنيع المحلى من خلال مشروع متكامل بالتعاون مع الجانب الأمريكى. ولأن معيار تقدم الصناعة بأى مجتمع يرتبط بإزدياد نسب التصنيع المحلى، ذكر الفريق سيف الدين أن الهيئة تعمل جاهدة على دعم وتطوير الصناعة الوطنية بما يلبى متطلبات التنمية الصناعية لدفع عجلة التنمية الإقتصادية بل وترحب بالإستمرار فى المشاركة فى أعمال مجلس تعميق التصنيع المحلى لتحقيق أهداف عديدة منها رفع قدرات الصناعة المحلية بما يمكنها من زيادة نسبة المكون المحلى وتحقيق التكامل بين مؤسسات الصناعة الوطنية وتحقيق أكبر نسبة من التصنيع المحلى فى المشتريات الحكومية والمشروعات القومية. وفيما يتعلق بالتعاون مع وزارة الدولة للإنتاج الحربى، أكد رئيس الهيئة أن هناك تعاوناً وتنسيقاً مع الإنتاج الحربى وأن التكامل مستمر خاصة فى مجال الصناعات الدفاعية والحربية. وحول التعاون مع السوق الإفريقى ذكر الفريق عبد العزيز أن هناك دراسات بالهيئة عن بعض الأسواق الإفريقية لدراسة إمكانية التعاون المشترك معها وذلك بالتنسيق مع عدة جهات مثل التعاون الدولى والتمثيل التجارى والسفارات بتلك الدول، وأشار إلى زيارة عمل قامت بها الهيئة لدولة أثيوبيا للتعرف على إحتياجات السوق هناك، وكذا إعطاء صورة كاملة للمعنيين عن إمكانيات ومنتجات الهيئة، وأكد سيادته إلى أن الهيئة لديها خطة واضحة للتواجد بالسوق الإفريقى حيث يمثل سوق جديدة أهمل لسنوات عديدة. وفى ختام اللقاء أكد رئيس الهيئة العربية للتصنيع قدم التهنئة للعاملين بالهيئة ولشعب مصر والشعب العربى بمناسبة ذكرى إنشاء الهيئة وأكد على أنه قد تشرف برئاسة الهيئة ذلك الصرح الصناعى والقومى الكبير وأنه سيبذل قصارى جهده بالتعاون مع جميع العاملين بها لتحقيق المزيد من الرقى والتقدم لها فضلا عن دعم وتعزيز العلاقات الصناعية مع الدول العربية الشقيقة.