يعود من عمله مسرعًا يتجه إلى ورشته الصغيرة داخل بيته الكائن في مدينة رشيد، ليقضي بها ساعات قليلة قبل نومه، ممسكًا بأدواته ينشغل بتصميم "الماكيتات" حتى ينعزل عن العالم من حوله. أحيانًا يصنع واحدًا أو 2 فقط في شهر كامل، وأحيانًا أخرى يمر الشهر دون طلب، إلا أنه يحرص فى كل الأوقات على الجلوس في غرفته، والاستمتاع بممارسة هوايته التي يجد فيها متنفس نقي بعيدا عن صخب الحياة. اعتاد طه مناع، تصنيع "ماكيتات" للسفن والمراكب كهواية يحرص على ممارستها منذ طفولته، بجانب عمله في مهنة النقاشة، "بقالي سنين بعمل الحاجات دي وببيعها كهواية ليا في وقت فراغي بعد شغلي وأخويا الكبير هو اللي علمني". يصنع طه "ماكيتات" السفن بأحجام مختلفة، يضع فيها محركات كهربية وأنوار ملونة كما لو كانت حقيقية، مستخدما الخشب الأبيض والأبلكاش والدهانات، ويضع اللمسات الأخيرة لها في ورش تقطيع الأخشاب للتأكد من جودتها، ويقول: "بستخدم خشب قوي علشان تعيش وتستحمل وبروح ورش النجارة، أقطعها بنفسي بالعدة بتاعتهم علشان أتأكد من متانة الحاجة بتاعتي". تبدأ أسعار "ماكيتات" طه من ألف جنيه، وتختلف حسب طلب الزبون للحجم والشكل والأنوار التي تزينها، وعن أمنيته يقول صاحب ال28 عامًا: "الطلبات قليلة عشان مفيش مكان أعرض فيه شغلي ونفسي أعمل ورشة ليا".