فى أجمل بقعة من أرض مصر يقف شامخاً بهياً قصر وفندق «السلاملك» بالمنتزه بالإسكندرية.. ولمن لا يعلم فالفندق كان قصراً من القصور الملكية وتحول منذ عقود إلى فندق مع الاحتفاظ بطابعه المعمارى الأثرى، ولمن لا يعلم أيضاً أن هذا القصر الأثرى الذى تحول لفندق منذ سنوات طويلة عمره يتجاوز المائة وعشرين عاماً.. وعندما تسلمه مستأجره من وزارة السياحة (مستأجراً إياه لتشغيله كفندق لمدة 25 عاماً)أنفق عليه أموالاً طائلة وظل فى أعمال الترميم والتجهيز لمدة عشر سنوات.. وبعد انتهائه من أعمال الترميم والفرش والتجهيز استغله كفندق لمدة 15 عاماً كانت هى المدة الباقية من ال25 عاماً مدة الإيجار.. ومن روعة موقعه وفخامة تجهيزاته وفرشه ورقى تعامل العاملين به مع النزلاء، كانت مئات الأسر، وأنا منهم، تفضل الذهاب إليه وقضاء الإجازات به عن السفر للخارج.. فحقاً كنت أنا وأسرتى نقضى فيه أسعد الأوقات.. ولطبيعة موقعه الساحرة ولحسن إدارته المحترفة كنا نفضل الذهاب إليه على أن نذهب إلى أى بلد أوروبى.. ومنذ أيام قليلة نمى إلى علمى خبر أحزننى للغاية.. فقد تم إغلاق فندق وقصر السلاملك منذ أكثر من أربعة أشهر بعد أن انتهت مدة الإيجار وقام المستأجر الخبير السياحى وسيم خيرالله بعرض تجديد مدة الإيجار، إلا أن طلبه قوبل بالرفض وقامت وزارة السياحة بتسليمه الفندق على سبيل الأمانة لإدارته حرصاً على سلامته، ثم قامت بعد ذلك بشهور قليلة بسحبه منه وإغلاقه بالضبة والمفتاح.. وهو منذ أكثر من أربعة أشهر مغلق بلا صيانة ضرورية وملحة لبقائه على قيد الحياة.. ومنذ إغلاقه أى منذ أربعة أشهر والمسئولون فى وزارة السياحة كلما سألهم أحد عن السلاملك يقولون إنهم سوف يطرحونه بالمزاد العلنى للتأجير قريباً.. وقريباً لا تأتى.. وهم أعتقد لا يعلمون أن ترك قصر وفندق السلاملك الأثرى ذى المائة وعشرين عاماً مهجوراً يعرضه للهلاك المحقق لقدم مبناه الذى يحتاج لصيانة دائمة ولقربه الشديد من شاطئ البحر ولعوامل نحر البحر الكفيلة بنحره وإهلاكه فى شهور قليلة، طالما ظل مهجوراً وبدون أعمال صيانة مستديمة. ولأننا بلد إشاعات فهناك إشاعة -أكرر إشاعة- متداولة ومنتشرة فى أرجاء الإسكندرية وبين مستثمرى السياحة بل وفى أروقة وزارة السياحة، مفادها أن وزارة السياحة تماطل فى طرح الفندق للإيجار فى مزايدة علنية بقصد ترتيبات تتم فى الخفاء لتأجيره فى مزايدة صورية لرجل الأعمال الإخوانى خيرت الشاطر، الذى أصبحت الإشاعات تطارده فى عالم التجارة والبزنس، ولكى تنفى وزارة السياحة هذه الإشاعة إذا كانت حقاً إشاعة وأولاً وأخيراً كى تحافظ على هذه التحفة المعمارية المسماة قصر وفندق السلاملك، لا بد أن يتحرك المسئولون حالاً وفوراً لطرح الفندق للإيجار فى مزايدة علنية نزيهة وشفافة.. وأن يبدأ المستأجر فى ترميمه وتشغيله ومواصلة صيانته فوراً.. أو إعادة تأجيره لمستأجره القديم الذى أحسن ترميمه وصيانته طوال 25 عاماً.. وأدعو السيد وزير السياحة للسفر على نفقتى الخاصة لأرجاء العالم ليرى كيف تتعامل الدول المتقدمة وشبه المتقدمة مع مبانيها السياحية شبه الأثرية.. وحرام حرام حرام ترك قصر وفندق السلاملك مهجوراً ومعرضاً للهلاك.. والله من وراء القصد.