قال الطيار هانى جلال، المحقق الدولى السابق فى حوادث الطيران، إن بيان لجنة التحقيق فى حادثة طائرة مصر للطيران منح شركة مصر للطيران والعاملين بها والشركة المصنّعة شهادة براءة من الحادثة، ووضع مسئولية الحادثة على آخر مطار أقلعت منه الطائرة وهو مطار شارل ديجول الفرنسى. الطيار هانى جلال: قائد الطائرة فقد القدرة على التحكم نتيجة انفجار قنبلة فى الخلف وأضاف، فى حوار ل«الوطن»، أن الطائرة سقطت بفعل انفجار قنبلة فى الجزء الخلفى، ما أدى إلى فقدان قائد الطائرة القدرة على التحكم فى حركة الطائرة أو إرسال استغاثات إلى أبراج المراقبة القريبة. ■ ما قراءتك لبيان لجنة التحقيق الدولية بحادثة «مصر للطيران» والذى كشف عن آثار مواد متفجرة فى رفات ضحايا الطائرة؟ - بيان اللجنة استند إلى تقرير الطب الشرعى الذى أكد أن أشلاء الضحايا بها آثار لمواد متفجرة، وهذا يعنى أن الطائرة أُسقطت بفعل عمل إجرامى أو تخريبى، واستبعد البيان نهائياً سيناريوهات وجود خطأ بشرى أو عطل تسبب فى سقوط الطائرة، والتقرير النهائى للجنة التحقيق عن الحادثة الذى سيستغرق صدوره بضعة أشهر لن يخرج عن هذا الإطار بعد أن تستكمل النيابة العامة تحقيقاتها فى وجود شبهة عمل جنائى، وأعتقد أن لجنة التحقيق ستكتفى بما لديها حالياً من أجزاء لحطام الطائرة ولن تبحث مجدداً عن الأجزاء الكبيرة من الحطام التى ما زالت موجودة فى مياه البحر المتوسط حتى الآن. ■ برأيك ما هى الخطوات التى ستتبعها النيابة العامة خلال التحقيقات؟ - أتوقع أن تسافر لجنة من النيابة العامة خلال أسابيع إلى فرنسا لمعاينة الإجراءات الأمنية فى مطار شارل ديجول والحصول على تفريغ لتسجيلات الكاميرات الموجودة بالمطار يوم الحادثة، فضلاً عن معرفة تحقيقات السلطات الفرنسية حول الحادثة، كما ستستعين اللجنة بتحريات الأجهزة الأمنية والسيادية المصرية وسيتم معاينة أجزاء من حطام الطائرة خاصة الموجودة بالجزء الخلفى وتحليلها والتبين من وجود آثار لمواد متفجرة عليها. ■ من يتحمل مسئولية الحادث فى ضوء قرار اللجنة؟ - وفقاً للأعراف والمعاهدات الدولية فإن مطار شارل ديجول هو المسئول الأول عن الحادثة كونه المطار الأخير الذى أقلعت منه الطائرة، وبالقطع ستحاول السلطات الفرنسية نفى ذلك، وستشير إلى أنه من المرجح أن القنبلة التى أدت إلى الانفجار كانت موجودة بالطائرة قبل وصولها إلى مطار شارل ديجول، خاصة أن الطائرة قامت بعدة رحلات قبل توجهها إلى فرنسا وهو سيناريو ضعيف جداً، وأؤكد أن البيان الأخير للجنة والذى صدر على ما أعتقد بإجماع كامل أعضائها والذى يضم فرنسيين أصدر شهادة براءة لكل من شركة مصر للطيران والعاملين بها فضلاً عن الشركة المصنّعة للطائرة من التسبب فى إسقاط الطائرة. ■ برأيك هل آثار المواد المتفجرة تعود إلى انفجار قنبلة أو استهداف الطائرة بصاروخ خارجى؟ - أعتقد بنسبة تقترب من 99% أن الطائرة سقطت نتيجة انفجار قنبلة فى الجزء الخلفى منها وبالقرب من منطقة الذيل، ما أدى إلى إلى فقدان قائد الطائرة المتوفى محمد شقير أى قدرة على التحكم فى حركة الطائرة أو إرسال استغاثات إلى أبراج المراقبة القريبة، حيث إن أغلب الأجهزة المسئولة عن الطيران أصبحت خارج الخدمة، وأستبعد أن تكون المواد المتفجرة التى وُجدت فى رفات الضحايا ناتجة عن صاروخ أصاب الطائرة، حيث لم ترصد الرادارات الحربية أى صاروخ فى اتجاه مسار الطائرة. ■ هل ترى تناقضاً بين تقرير الطب الشرعى وتسجيلات الصندوق الأسود بالكابينة التى رصدت كلمة حريق فى حوار الطيار ومساعده؟ - لا أرى تناقضاً بين الاثنين، فكلمة دخان أو حريق التى ظهرت فى تسجيلات قمرة القيادة من الممكن أن تكون صدرت نتيجة ظهور دخان تبعه حريق بشكل سريع ومفاجئ نتج عن انفجار حدث داخل الطائرة عطل جميع الأجهزة المسئولة عن الطيران وأفقد الطيار القدرة على التحكم بها وهو ما ظهر جلياً فى انحراف الطائرة عن مسارها قبل أن تسقط فى دقائق معدودة فى مياه البحر المتوسط.