*حينما تنتظر خروج الجيش لوقف الزحف الإخوانى على مفاصل مصر، أو تتوهم ضرورة دعم الفريق السيسى بتوكيل لقيادة مصر بدلاً من مرسيه، أو تظن وبعض الظن إثم، أن هناك خلافاً لا سمح الله فى الرؤية بين المجلس العسكرى الجديد وبين الإخوان وممثلهم فى الرئاسة، فأنت بحاجة لتغيير جذرى فى الأفكار، ليه؟ لأن صمت قيادات الجيش على وصفهم «بالفئران» من قبل «زايط الإخوان»، وتقبلهم ترقية قيادات الأفرع الثلاثة، وضحكهم بملء فيهم كى تخرج الصورة حلوة، وتظاهرهم بقبول كلمات مرسى بأنه لن يقبل بإهانة الجيش، لا يعنى سوى شىء واحد، «اللى يتجوز أمى.. .أقول له يا عمى». *حينما تقرأ تصريحات الأخ العريان فى نعيه لوفاة فريد عبدالخالق أحد مؤسسى الإخوان المسلمين، وهو يقول: «كلما مات منا سيد قام سيد»!!! لا تندهش ولا تتعجب ولا تترك كلمات التعالى تلك تُفجر الضغط فى رأسك.. .ليه؟ لأن هذه الكلمات واقعية تعبر عن النظرة المتعالية للإخوان لأنفسهم بأنهم أسياد الأرض والناس درجات، وأنه لا صحة لما يرددون من كلمات المحبة والإخاء والتراحم واحتواء الناس بعضهم لبعض.. .دى صابونة ودى صابونة. *حينما تشاهد وتسمع فيديو رئيس الوزراء القطرى وهو ينفى أى معلومات تتردد هنا أو هناك عن استثمارات قطر فى قناة السويس، ثم تشاهد وتسمع فيديو آخر لذات الرجل وهو يؤكد أن بلاده ستدخل فى المزاد أو مناقصة مع باقى الدول والشركات التى ستتقدم لذلك المشروع وتسمع «هشام قنديل» فى ذات الفيديو وهو يتحدث عن الشفافية ومكافحة الفساد، فلا تخبط رأسك فى الحيط ولا تشعر بإصابتك بالعته.. . ليه؟ لأن اللى اختشوا ماتوا من سنين حرقاً، بسبب حيائهم الذى منعهم من الخروج عرايا. *حينما تسمع من يقول لك إن العيب فى قطر شيخاً ورئيس وزراء وجزيرةً، لا يجوز لأننا أمة واحدة والممتلئ يصب على الفارغ، وأن قطر لا تسعى لشراء مفاصل مصر أو المن علينا بما تفعله، لأنها فقط تريد الاستثمار لصالح الإخوة الأشقاء، «اللى هم إحنا»، فلا تصدق تلك الأحاديث الملتوية.. .ليه؟ لأنه لو سلمنا بصحة هذا الكلام الحالم، فعلينا بعدها أن نسأل الشقيقة قطر عن مبررات استثمارها فى إسرائيل وبناء المستوطنات على الأراضى الفلسطينية المغتصبة، وما إذا كان يستند على نفس المبدأ، ألا وهو مساعدة الأشقاء وتوحيد الأمة؟ * حينما تقرأ خبراً مفاده أن مرسى أصدر قراراً بتشكيل لجنة قانونية برئاسته لمراجعة القرارات الجمهورية والقوانين وغيرها من الإجراءات والمراسيم التى أصدرها، لا بد أن تتذكر الكوميدى سعيد صالح وعبارته الشهيرة: «رحت المدرسة وضربت الجرس وجرتنى على المدير وإديتنى فصل 3 أيام؟».. . ليه؟ لأن كوميديا الأخ الرئيس وجماعته فاقت كل الحدود والتوقعات وباتت مصدر الضحك لدى الشعب المصرى من باب «شر البلية ما يضحك». *حينما تسمع وزير العدل، أحمد مكى، يقول إن السبب فى فشل حكومة هشام قنديل هو الشعب ذاته، وأن جماعة الإخوان المسلمين هى الفصيل المدنى الوحيد القادر على إدارة البلاد، وأنه لا بد من وجود قوة تحتكر السلطة حتى ولو كانت ظالمة.. .لا تسأل نفسك عن الأسباب الخافية وراء تلك الأحكام.. .ليه؟ لأن مكى القاضى لم يعد له وجود، وحل محله وجه الوزير الإخوانى القادر على قول الشىء ونقيضه فى ذات الوقت، وسيقنعك بأن الظلم طريق مصر لجنة الإخوان، ويا بخت من بات مظلوم ولا بات ظالم، وهذا زمن أسيادنا من الإخوان ونحن سبب غلاء الأسعار وتراجع الاستثمار ومن الآخر.. . إحنا اللى أكلنا الجبنة. *حينما تسمع قادة وزارة الداخلية يتحدثون عن مبررات ضرب الكاتدرائية وكيف أنهم كانوا يردون على من يطلقون عليهم النار من على سطح الكنيسة، وأن هناك «مندسين» أشراراً هم من هاجموا مشيعى جنازة ضحايا «الخصوص»، وكيف أنهم، وهم الشرطة، لم يمسكوا بتنتوفة مندس واحد، لا تصدق أن شيئاً تغير فى النظام.. ليه؟ لأن الداخلية لم تتعلم الدرس وتصر على إسقاط ذاتها فى بحر النظام.