فى عام 2010 كان المستشار إبراهيم فتح الباب، يعمل وكيلاً للنائب العام بنيابة المرج، حقق فى جريمة قتل أسرية، لن ينساها، ويؤكد أنها الجريمة الأكثر تعلقاً فى ذهنه منذ أن عمل فى النيابة العامة، حيث انتهى من التحقيق فى جريمة قتل بائع لشقيقه المسجل خطر دفاعاً عن النفس، وبعدها بفترة تبين أن القتيل كان قد قتل طفلاً رضيعاً صباح يوم مقتله. يسترجع «فتح الباب» ذاكرته ويروى ل«الوطن» تلك الجريمة التى حقق فيها، فيقول: «من أكتر من سنتين جالنا إخطار فى النيابة بجريمة قتل، واحد سماك كان قاعد بفرشته فى السوق، وفى آخِر اليوم خلص بيع، وطلب من زوجته أن تسبقه على البيت، فقابلها شقيقه، وهو مسجل خطر، فطلب منها نصف الإيراد، بداعى أنه شريك لهما فى الفرشة، رفضت وقالت له إن تلك الأموال تخص أولادها، وحصلت بينهما مشادة كلامية، ولما وصل زوجها لهذا للمكان، سألها: فيه إيه؟ فحكت له عن اللى حصل، فتشاجر مع أخيه». يضيف أن بائع السمك عاتب شقيقه على اعتراض زوجته فى الطريق، فنهره شقيقه المسجل خطر وعايره بإعاقة فى قدمه، قائلاً له «مابقاش إلا انت يا عويل»، ونشبت بينهما مشاجرة، لم يجد خلالها شقيق البائع سوى اللجوء لمحل جزارة كان بالقرب منهما، والتقط ساطوراً وتوجه ناحية شقيقه وحاول قتله، فسدد له ضربة بالساطور، لكنه سرعان ما صدها بكرسى كان موضوعاً أمامه، وتمكن من الحصول على الساطور وضربه به فلقى مصرعه فى الحال. يتابع: توجهنا لإجراء المعاينة وتأكدنا من الرواية وأن الكرسى تحطم بفعل ضربة الساطور، وكذلك أكد لنا شهود العيان نفس الرواية، وكان موقف المتهم هو الدفاع عن النفس، فأجرينا التحقيقات اللازمة، وصرحنا بدفن المجنى عليه، وتم إغلاق المحضر بعد أن اعترف الأخ بقتل شقيقه دفاعاً عن نفسه، لأنه كان ينوى قتله باستخدام الساطور وهى الرواية التى أكدتها الزوجة وصاحب الجزارة وبعض شهود العيان. بعد حوالى أسبوع، عثر الأهالى على جثة لطفل رضيع فى منطقة نائية بالقرب من منزل المجنى عليه والمتهم، وكان من المستبعد ربط الجثة بواقعة الشقيقين، فقمنا بعمل التحقيقات، وأفادتنا تحريات المباحث بأن الطفل القتيل هو نجل «فتاة ساقطة»، وأن أحد الأهالى تعرف عليه وأبلغ القسم، طلبنا استدعاء تلك الفتاة، وقمنا باستجوابها عدة مرات، أنكرت فى البداية وعندما أشرنا إليها أنها ستواجه تهمة القتل العمد، فانهارت واعترفت أنها كانت على علاقة غير مشروعة مع القتيل، وأنه هو الذى قتله. استرسلت الفتاة فى الاعترافات وروت تفاصيل الواقعة، بأنها توجهت لمنزل القتيل فى السابعة من صباح يوم الواقعة، وأنهما مارسا المتعة الحرام، لكنها كانت قد اصطحبت رضيعها معها إلى شقته، وأنهما أثناء الجماع بدأ الطفل فى البكاء الشديد، فحاولت إسكاته إلا أن القتيل رفض فازدادت حدة بكاء الطفل حتى قام عشيقها بركله بقدمه فانهمر فى الصراخ، مما دفعه لوضع بطانية عليه وكتم أنفاسه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة. يقول المستشار فتح الباب: طلبنا من الفتاة توضيح طريقة التخلص من الجثة، فقالت إن القتيل أخذها وقام بدفنها فى مكان مهجور قريب من منزله ثم عاد للمنزل، وكانت هى قد غادرته، وعرفت بعدها أنه تشاجر مع شقيقه وفارق الحياة، «فقررت التكتم على واقعة طفلى وظننت أن السر دفن مع المتهم إلا أن الأهالى عثروا على جثة رضيعى». وأصبحت تلك القصة حديثاً شائعاً بين الأهالى الذين اعتبروا قيام المتهم بقتل طفل صباحاً، عرضه للانتقام الإلهى بأن يُقتل فى نفس اليوم على يد شقيقه.