على الرغم من أن الرئيس مرسى جاء بعد ثورة بينما الرئيس الليبى السابق معمر القذافى أطاحت الثورة به من فوق عرش الحكم، فإن التشابه بين الرئيسين بدا جلياً فى الفترة الأخيرة، سواء فى الأفعال والأقوال، أو فى حركات الجسد التى جمعتهما فى مواقف مختلفة.[Image_2] «إذا لزم الأمر أن تكون هناك ثورة مرة أخرى، فسأدعو المصريين لها»، تلك الجملة التى جاءت على لسان الرئيس مرسى، خلال لقائه مع أبناء الجالية المصرية فى السودان، أعادت إلى الأذهان تضامن القذافى مع ثوار ليبيا، الذين كانوا من الأساس يقومون بثورة ضده، الأمر الذى علق عليه الدكتور عمار على حسن، الباحث السياسى، بأن هناك تشابها فى الفزع بين الرئيسين، فالقذافى ذكر مقولة «ثورة ثورة» أثناء الثورة الليبية، لأنه لم يكن يتصور أن الشعب الليبى يجرؤ أن يخرج فى مظاهرات ضده، كما فعلها الرئيس مرسى ليصدر للشعب أنه قوى وجسور، من خلال التهديدات المتتالية، والحديث عن ثورة، بينما الحقيقة عكس ذلك، وذلك ليخفف الفزع الذى يسكن جوانحه بأن مشروعه إلى إفلاس. التشابه بين مرسى والقذافى، وفقا لآراء المتابعين للمشهد السياسى، تكرر أكثر من مرة، بدءًا من حديث مرسى لأهل بورسعيد «إحنا مش جزء واحد، إحنا حتة واحدة»، والتى شبهها الكثير من النشطاء بمقولة القذافى «لكل امرأة الحق فى الانتخاب سواء كانت ذكرا أو أنثى»، بالإضافة إلى حرص الرئيس مرسى على التأكيد على أن «السلطة بيد الشعب»، كما كان يردد القذافى «أنا لا أحكم ليبيا.. منذ 1977 الشعب الليبى هو الذين يمارس السلطة»، نهايةً بالقبعة التى ارتداها مرسى لدى حصوله على الدكتوراه الفخرية فى باكستان، التى شبهها البعض بالأزياء المبتكرة التى كان القذافى يفاجئ الجميع بارتدائها. «القذافى وصل لهذه المرحلة بعد عقود طويلة من الزمن، لكن مرسى وصل إليها بعد أشهر قليلة»، قالها «عمار»، مؤكدا أن الرئيس مرسى يعانى من مشكلة فى الإدراك، كما كان القذافى يعانى من نفس المشكلة، فالقذافى كان يتوهم أنه لا يحكم وأن اللجان الشعبية هى من تلعب هذا الدور، أيضا مرسى يرى أنه ليس حاكما بقدر ما هو أداة للعناية الإلهية، لتطبيق شرع الله. التشابه الذى يراه «عمار» واضحاً بين مرسى والقذافى، لا تتفق معه الدكتورة هبة العيسوى، أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس، فهى ترى أن الرئيس القذافى كان يعانى من جنون العظمة، بينما «مرسى» يغلب على شخصيته لغة التهديد والوعيد واللوم، وفى بعض الأحيان الغرور، والذى يتضح فى حركات الجسد، وبالرغم من ذلك فإن نفسية كل منهما تتفق فى شىء وحيد، وهو الشعور بالاضطهاد والتشكك من المؤامرات التى تحاك ضدهما.