شهدت منطقة الخصوص أحداثاً مؤسفة ومشاجرات بين مسلمين ومسيحيين، إثر مشادة بين مسلم ومسيحى، بسبب رسوم مسيئة، تطورت لمعركة بالأسلحة النارية والبيضاء، مما أسفر عن مصرع طالب مسلم، و4 مسيحيين، وإصابة 4، بينهم مسيحى والباقى مسلمون. وقال شهود عيان، إن مشاجرة نشبت بين سمير إسكندر، مسيحى، مع آخر مسلم، بسبب رسم شابين مسلمين لعلامة هتلر على معهد دينى، فشاهدهما أحد أبناء المنطقة، فأسرع إليهما ونهرهما ووجه لهما اللوم، وأقنعهما بإزالة الرسومات، وأثناء ذلك تدخل آخران مسيحيان ونشبت مشادة بين الأربعة، وتشاجروا، فلقى مسلم مصرعه وعلى أثر ذلك توجهت مجموعة من المسلمين إلى منزل المسيحى القاتل لحرقه، وتطورت الأحداث إلى ارتفاع القتلى إلى 4 مسيحيين وحرق 4 منازل وسيارتى نقل وصيدلية ملك أقباط. وأشار الشهود إلى حشد الطرفين المسلمين والمسيحيين أنصارهم، وخصوصاً أن المكان بجوار كنيسة «مارى جرجس» الرئيسية خلف مجمع المدارس الثانوى، وتطور الأمر لإحراق منزل سمير إسكندر، فيما رد المسيحيون بإطلاق الرصاص عليهم من فوق أسطح المنازل. تدخلت قوات الأمن بين الطرفين، وتمكنت قوات الدفاع المدنى من إطفاء النيران قبل امتدادها إلى المنازل المجاورة، وفرقت الأهالى من الطرفين بواسطة القنابل المسيلة للدموع. وتمكنت الشرطة من فض المعركة بالقوة بين الطرفين، خاصة بعد أن ترددت شائعات عن محاولة مسلمين اقتحام كنيسة «مارجرجس» التى تقع بجوار الأحداث بأرض الشركة بالخصوص. ولم تتوصل أجهزة الأمن إلى السبب الرئيسى للمشاجرة، حيث تردد أن السبب رسم بعض المسيحيين صليباً وكتابة عبارات مسيئة للمسلمين على جدران معهد دينى بالقرب من الكنيسة. فيما انتقل فريق من النيابة العامة إلى موقع الأحداث للمعاينة، وتقدير الخسائر، وسؤال المصابين فى المستشفيات. وقال اللواء محمود يسرى، مدير أمن القليوبية، إن الأزمة بين الطرفين لا تستحق أن يموت فيها أو يضرب بسببها مصرى، مشيراً إلى أنه بعد تمكن قوات الأمن من الدخول لموقع الأحداث، تبين أن بداية المشكلة عندما وجد شيخ المعهد الأزهرى شابين مسلمين يكتبان اسميهما على جدار المعهد، ويرسمان علامة هتلر، فنهرهما بأن هذا لا يليق أن يكتب على جدار مكان مقدس كهذا، فما كان منهما إلا أن حاولا محو ما كتباه وهو ما استلزم إحداث أصوات، فحدثت مشادة بينهما وبين مسيحيين مجاورين للمعهد، تطورت لمشاجرة ومعركة بالأسلحة النارية. وأوضح أن اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية يتابع الأحداث لحظة بلحظة وأمر بتشديد الحراسات على كافة الكنائس الموجودة بالخصوص وعددها 13 كنيسة. كما قال إنه تم فرض طوق أمنى وتوزيع تشكيلات أمنية على مداخل ومخارج القرية، والمناطق الرئيسية لتأمين كافة الأسر. ونفى مدير الأمن ما رددته بعض المواقع من أن هناك هجرة للأسر المسيحية بالمدينة بسبب الأحداث، مشيراً إلى أنه تم توفير الأمن لكافة الأطراف المسيحية والمسلمة بالقرية. وقال إن الحادث فى الأصل لا علاقة له بالفتنة الطائفية، وإن كافة الأسر المسيحية والمسلمة ب«الخصوص» تعيش معاً منذ سنوات طويلة، موضحاً أن سبب اشتعال الأزمة هو تدخل أطراف أخرى مع كل طرف من أطراف المشاجرة. وأشار إلى أن هناك اتصالات بكبار العائلات بالخصوص من الطرفين وقيادات الدين الإسلامى والمسيحى للاتفاق على جلسة صلح برعاية الأجهزة المعنية، لأن التوافق هو البديل الوحيد لإنهاء هذه الأزمة وليس السلاح أو اعتداء طرف على آخر. فيما احتشد العشرات من المسيحيين حول كنيسة مارى جرجس المجاورة للأحداث، ونظموا دروعاً بشرية حولها لحمايتها من أى اعتداء من جانب المسلمين. من جانبه، أكد الدكتور زكريا عبدربه، وكيل وزارة الصحة بالقليوبية أن الأحداث التى شهدتها مدينة الخصوص بين مسلمين ومسيحيين، أسفرت عن وقوع 9 ضحايا، بينهم 5 قتلى و4 مصابين. وعلق النائب محمد أبوحامد، عضو مجلس الشعب السابق على ما يحدث فى الخصوص من فتنة بين المسلمين والمسيحيين بأنها أزمة مفتعلة لإشغال الرأى العام. وقال: «النظام الطائفى يحاول إشغال الرأى العام قبل تظاهرات 6 أبريل». وطالب بتدخل الجيش بعد أن عجز الأمن عن إنقاذ منازل المسيحيين من الحرق.