سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مسيرات ضد الأخونة فى الذكرى السادسة لانتفاضة المحلة الانتفاضات العمالية ثبّتت أول مسمار فى نعش «مبارك» بدهس صورته.. وقيادات عمالية: مطالبنا كانت حداً أدنى للأجور
تحل غداً الذكرى السادسة لانتفاضة المحلة، التى يعتبرها البعض الشرارة الأولى للثورة المصرية، ففى السادس من أبريل 2008 أعلن طوفان الغضب العمالى بشركة غزل المحلة عن نفسه، ودخلت المدينة فى عصيان مدنى شامل، ودهست جماهير المحلة بالأقدام على صورة الرئيس المخلوع حسنى مبارك. ودعت قوى سياسية وعمالية بالمدينة إلى تنظيم مسيرات ووقفات متفرقة للتنديد بأخونة المنظمات الحكومية، والمطالبة بتحقيق مطالب الثورة. بدأت انتفاضة المحلة بسلسلة دعوات عبر موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» لإضراب عام فى مصر فى يوم 6 أبريل، ضد الغلاء والفساد وتضامناً مع إضراب عمال المحلة، وسارع المئات من النشطاء السياسيين والمدونين والشباب المصرى وحركة كفاية وبعض الأحزاب المعارضة فى مصر، إلى نشر فكرة الإضراب بشكل سريع للغاية عن طريق الإنترنت والمدونات والفيس بوك، وعن طريق الموبايلات ورسائل sms والمنشورات وتعليق الشعارات فى الشارع. وشهدت ساحة ميدان الشون بمدينة المحلة الكبرى انتفاضة أطلقت شرارة ثورة 25 يناير، حيث تحول الإضراب إلى اشتباكات ومعارك كر وفر بين قوات الشرطة، التى أطلقت الرصاص الحى والأعيرة النارية وطاردت المتظاهرين بالسيارات والمدرعات فى شارع البحر الرئيسى، ورد المتظاهرون برشق الشرطة بالحجارة. وهاجم محتجون أقسام ومراكز الشرطة، فيما استغل البعض الأحداث وأحرقوا عدة مبانٍ حكومية، ونفذوا عمليات سلب ونهب بشكل عشوائى، وهو ما أدانه المتظاهرون أنفسهم. وسرعان ما تحولت ساحات شوارع المدينة العمالية إلى ثكنات عسكرية من قوات الأمن المركزى والأمن العام، وأطلقت قيادات الداخلية العنان لقوات الأمن للتعامل مع المتظاهرين، ما أسفر عن استشهاد ثلاثة، هم أحمد على مبروك، 15 سنة، وأحمد السيد النونو، 24 سنة، والسيد النجار عطوى، 32 سنة، وإصابة مئات المصابين بطلقات الخرطوش والرصاص الحى وسحجات وكدمات متفرقة فى جسدهم نتيجة التراشق بالحجارة، وطاردت مدرعات وسيارات الشرطة المتظاهرين فى معارك أشبه ب«حرب الشوارع»، بمناطق الجمهورية وميدان العباسى الجديد وميدان البندر وميدان الششتاوى، التى احتلتها قوات الشرطة ورجال الأمن القومى والمخابرات العامة وعناصر أمن الدولة، الأمن الوطنى حاليا، التى اعتقلت 900 شخص من سكان المدينة للتحقيق معهم فى أماكن سرية وبمنطقة سجن برج العرب بالإسكندرية. وعن أحداث الانتفاضة، قال عبدالمنعم إمام، الناشط السياسى ومؤسس حزب العدل، إنه خلال أحداث 6 و7 و8 أبريل 2008بالمحلة، صدر له قرار ضبط وإحضار، كما تعرض للحصار لساعات طويلة هو وعدد من ممثلى الأحزاب والقوى السياسية بالمدينة العمالية داخل مقر حزب الجبهة بميدان البندر. وأضاف إمام أن ضباطاً وأفراداً تابعين لجهاز أمن الدولة حاولوا اقتحام حزب الجبهة ودخوله بالقوة. وقال كمال الفيومى، أحد القيادات العمالية لشركة غزل المحلة، الذى تم اعتقاله فى تلك الأحداث هو وعدد من زملائه، من بينهم «كريم البحيرى ووائل حبيب وطارق الأمين»، إنه تم اعتقاله هو وزملاؤه يوم الاثنين 6 أبريل فى الساعة 2 ظهرا، وتم احتجازه بمنطقة الشعبة، وحققوا معهم لثلاثة أيام متواصلة بمقر أمن الدولة بالمدينة، وأوضح أنه تم تعصيب أعينهم بوضع رباط حولها، وتغميتهم تبدأ من 12 مساء حتى فجر اليوم التالى، حيث تم استجوابهم حول أسباب الإضرابات، وقال إنهم أجابوا أن مطالبهم تلخصت فى وضع حد أدنى للأجور ووجود كادر خاص وبدل وجبات للعمال. وأكد الفيومى، أن البحيرى، أحد زملائه، تعرض للتعذيب بالكهرباء، واحتجز لأكثر من أسبوعين فى المحلة، قبل أن يتم نقلهم إلى مبنى أمن الدولة بطنطا، حيث تم احتجازهم لمدة شهرين بعد انتهاء الأحداث بسجن برج العرب. وقال الفيومى، إن القوى السياسية تعد لمسيرات حاشدة، للتنديد بأخونة الدولة وارتفاع الأسعار ورفض قرارات الرئيس محمد مرسى التى تسببت فى تقسيم طوائف المجتمع المصرى. وأضاف محمد مراد، أمين حزب العمل بالمحلة الكبرى، أن أحداث 6 أبريل هى القنبلة الموقوتة التى انفجرت فى عهد الرئيس السابق مبارك، الذى لم يتعظ منها حتى سقوط نظامه أثناء ثورة 25 يناير.