كان عمرو واكد ولا يزال هو أحد الوجوه البارزة فى ميدان التحرير أثناء ثورة 25 يناير التى أسقطت نظام مبارك وكانت سببا فى صعود «الإخوان» ووصول الرئيس مرسى إلى الحكم. ويرى واكد أنه يجب على الرئيس مرسى أن يستقيل إنقاذاً للوطن، مؤكداً أنه يشعر بالإهانة فى كرامته كلما رأى الرئيس وهو يتحدث فى التليفزيون، ومشيراً إلى أن الثورة لم تحقق أياً من أهدافها باستثناء خلع الرئيس السابق مبارك. عن الحالة السياسية الملتهبة فى مصر، وعن سر اعتذاره عن عدم تقديم مسلسل «مداح القمر»، وتجسيده لشخصية «أبو العلا» فى مسلسل «الزوجة التانية» التى قدمها شكرى سرحان فى فيلم سينمائى، يتحدث عمرو واكد ل«الوطن» فى حوار لا يخلو من الجرأة والصراحة. * لماذا وصلت مصر إلى هذه الحالة التى وصلنا إليها سياسياً؟ - هذا نتاج 60 عاماً من التجريف السياسى والاقتصادى والثقافى، الذى أدى لانخفاض سعر المواطن المصرى، ونحن من نفعل ذلك بأنفسنا، ومبارك هو الذى أوصلنا لهذه الحالة، حين حرم أجيالاً عديدة من أن تكون أمامها فرصة لتحقيق أهدافها، وفجأة أصبحت الساحة فارغة أمام الإخوان وأصبح كل همهم أن يجلسوا مكانه فقط، دون توافر أى نية لديهم لتحقيق أهداف الثورة، فهم يريدون تعذيب الشعب المصرى مثلما كان يفعل مبارك، ليصبحوا صورة مطابقة له، لكن عصرهم انتهى، ولم تعد لهم قيمة حاليا، لأنهم أصبحوا «فلولاً» لدرجة أنهم يخافون السير فى الشوارع، كما تدنت كرامتهم، فما يفعلونه وما زالوا، مثل حصارهم للمحكمة الدستورية، أفعال مجرمين، وهناك قواعد يجب على الرئيس أن يلتزم بها قبل أن يقول إنه أتى بالصندوق، لكنه لم يلتزم بالقواعد، فالصندوق لم يأتِ به ليشرع أو يبيع ويشترى فى البلد، ولكنه أتى به من أجل أن يحترم مصر وشعبها، لكنه للأسف خذلنا كلنا، ونصيحتى له: «استقل يرحمك الله». * هل ترى بارقة أمل فى إنهاء حالة الانقسام فى الشارع؟ - الأمل كبير والأقنعة تتساقط والموهومون يفوقون ومن أعطى صوته لمرسى ندم، ولدىّ أمل فى أن الانتخابات المقبلة تعبر عن روح الشعب الحقيقية، وتعبر عن فشل جماعة الإخوان فى تحقيق أى نهضة، فهم يتصدرون المشهد منذ عامين والبلد تخرب كل يوم من أجل الكعكة التى يريدون تأميمها لأنفسهم، ولا يرغبون فى مشاركة الأطياف السياسية، مع أن رئيس الجمهورية أتى ب51% فقط ونصف الشعب لا يريده لكنه يتصرف وكأن 95 بالمائة من الشعب يريدونه، وأتوقع أنه سينهار فى النهاية. * من الذى يتحمل مسئولية هذه الأزمة النظام أم المعارضة؟ - يتحملها مرسى الذى يملك السلطة، ولا يصح أن نحمل المعارضة المسئولية لأنهم لا يقودون الدولة لكنهم يقاومون، ولا بد أن ندعمهم ما دامت المقاومة ضد الظلم والفساد والكاذبين وضد الشرطة السياسية والدولة الأمنية، فالإخوان لم يقدموا سوى نفس النماذج الفجة التى كانت منتشرة أيام مبارك. * لكن هناك من يرى أن المعارضة لم تفعل شيئاً يرضى المصريين؟ - لا نستطيع القول بأن المعارضة ثورية لأن أغلبهم سياسيون، مثل حمدين صباحى الذى ارتضى أن يحول الصراع الثورى إلى صراع سياسى، وهذه هى المشكلة فى مصر، فالمعارضة الثورية كانت ستساند جبهة الإنقاذ، لكن الجبهة فى حقيقة الأمر مجموعة من السياسيين، وبالتالى حق الثورى ضائع. * كنت أحد الوجوه البارزة فى 25 يناير، فلو عاد بك الزمن مرة أخرى هل تشارك فيها؟ - سأقوم بالثورة مرة أخرى، لأنها غير مسئولة عما نحن فيه، والصناديق ساعدت الشعب المصرى فى أن يرى بعينه ماذا يعنى حكم الإخوان، لنكتشف أنه لا فرق على الإطلاق بين النظامين، وبدا أن الإخوان هم فلول النظام السابق، أو آخر عظمة فى السلسلة الفقرية لهذا النظام. * هل أنت قلق على مستقبل الفن فى ظل الإخوان؟ - على الإطلاق، وأنصح أى سياسى بألا يختصم الفن، وإذا اختصمه سيخسر، لأن الفنانين يستطيعون قول أشياء كثيرة، والفن هو الذى سيبقى وسيؤثر فى الناس. * ننتقل إلى فيلمك «الشتا اللى فات»، الذى يعرض حالياً، هل ترى أن توقيت عرضه مناسب؟ - عرض الفيلم تأخر كثيرا، وكنا نظن أن البلد سيهدأ، لكن الصراع مستمر، وأتمنى أن ينتهى قريبا حتى تعود جميع الأسواق إلى العمل وليس السينما فقط، والفيلم كان يجب أن يتم طرحه بعد أن منحتنا الثورة طاقة خاصة، وكنا نريد أن نعاود الطاقة مرة أخرى، لكننا إذا أجلناه بسبب الأحداث والخوف من الخسائر سنكون أنانيين، فهو فيلم صنع للشعب، وكان حظه سيكون أفضل من ذلك لولا الظروف السياسية، وأقصد حظه من حيث دور السينما فى المجتمع، وتعليقها على الأحداث وإحساسها بما يحدث. * وبماذا تفسر إيراداته الضعيفة؟ - إيراداته فى النسخة الواحدة عالية، لكننا لم يكن معنا أموال لطباعة نسخ كثيرة من الفيلم، وأعتقد أن هذا أفضل حتى يبقى لأطول فترة ممكنة، وأملى أن يستمر فى دور العرض حتى موسم الصيف، كما أن إيرادات الفيلم أفضل من أفلام أخرى مستمرة منذ أسبوعين، إضافة إلى أن إيرادات السينما انخفضت بنسبة 80% فى الفترة الأخيرة. * كيف لمست رد فعل الجمهور والنقاد بعد عرضه؟ - كان هناك بعض الانتقادات السلبية، منها بطء إيقاع الفيلم، ولكن البعض رأى أنه أفضل فيلم لإبراهيم البطوط، وأحسن الأفلام فى تاريخ السينما المصرية، خاصة أنه لا يوجد من تناول الثورة بهذا الشكل الإنسانى العميق، أى إنه كان هناك نقد إيجابى إلى جانب السلبى. * لماذا تراجعت عن المشاركة فى مسلسل «مداح القمر»؟ - كنت سأدخل لأشارك مدينة الإنتاج فى العمل لكن ظهر منتج آخر كان قد وقع عقدا معهم قبل ذلك، لذلك فضلت الابتعاد بذوق، لكن حتى بعد اعتذارى يبدو أن الأمر لم يعجبهم. * تشارك هذا العام بمسلسل «الزوجة التانية»، حدثنا عنه. - فى البداية ما دفعنى للموافقة على المسلسل هو أن العمل من إخراج خيرى بشارة، الذى أحبه وأحترمه للغاية، وأرتاح فى تعاملى معه، وأثق فيه باعتباره واحدا من أهم مخرجى السينما المصرية، وقام بصناعة أهم الأفلام فى تاريخ السينما، وهذا ثالث عمل يجمعنى به. وإضافة إلى ذلك القصة درامياً عالية جداً من الفرقة والغصب والحب الذى يكسر بالديكتاتورية، وتصلح لعمل درامى، ونحن لم نأخذ الفيلم كما هو بل قمنا بتعديل القصة والمشاهد، فلم لا نقدمه إذن؟ * يرى البعض أن إعادة تقديم أعمال قديمة نوع من الإفلاس، هل هذا صحيح؟ - ليس بهذه الصورة، فهناك كتاب عظام كتبوا كلاسيكيات فلا مانع من أن نَحِن لها بين الحين والآخر، وعلى سبيل المثال فإن أعمال شكسبير منذ مائة عام ما زالت تنفذ حتى الآن. * كيف استعددت لشخصية «أبوالعلا» التى ستجسدها بالعمل؟ وهل تخشى المقارنة بشكرى سرحان؟ - أنا فى الأصل فلاح من كفر صقر بالشرقية، ولدىّ خلفية جيدة عن الفلاحين، وبالتالى فإن التجهيز للشخصية جاء من خلال هذه الخلفية، وكذلك تصورى وخيالى حول الشخصية، ولا تصح مقارنتى بشكرى سرحان؛ فالعملان مختلفان تماماً، ولا يوجد مشهد مثل الآخر، وشخصيتى على وجه الخصوص مختلفة جذرياً عن شخصيته فى الفيلم، فأبوالعلا فى المسلسل لن يظهر سلبياً كما ظهر فى الفيلم.